سامي أمبابي يكتب..من أجل الوطن.. آن الأوان لحسم التصريحات السالبة وتوحيد الخطاب الإعلامي

كتب : سامي أمبابي
في لحظة وطنية مفصلية، يتطلب فيها منا الظرف الدقيق أن نرتقي بخطابنا الإعلامي والسياسي إلى مستوى التحديات، تبرز الحاجة المُلحة لحسم كل التصريحات السالبة والمواقف المرتبكة التي تُهدد بتقويض ما تحقّق من انتصارات وتضحيات في مواجهة التمرد.
إن الوطن، في محنته، لا يحتمل الأصوات النشاز ولا التصريحات المرتبكة التي تصدر من بعض الشخصيات، والتي تضعف الروح المعنوية، وتفتح أبواب الفتنة والانقسام، وتُقدّم خدمة مجانية لدويلة الشر التي تسعى لزعزعة السودان من الداخل عبر تفخيخ الوعي وإرباك المشهد الإعلامي.
لسنا ضد التعبير الحر، ولكننا في لحظة لا تحتمل العبث ولا الاجتهادات الفردية التي تُخرج المعركة من ميدانها الحقيقي، إلى مساحات الخلافات الجانبية والانقسامات المفتعلة. لذلك، فإن من واجب الدولة، بل ومن صميم دورها السيادي، أن تُحاسب كل من يصرّح خارج سياق الرؤية الوطنية الجامعة، وأن تضع ضوابط صارمة لأي خطاب يتقاطع مع المصلحة العليا للبلاد.
ولا بد من ضبط المنابر الإعلامية، وتوحيد الخطاب عبر منصة إعلامية رسمية واحدة، تنقل الحقيقة كما هي، وتُعبر عن موقف الدولة والشعب معاً، وتكون ناطقة باسم السيادة والجيش في معركتهما المقدسة ضد التمرد. هذا هو الدور الجوهري لوزارة الإعلام، التي ينبغي أن تنهض بمسؤوليتها الكاملة، في إدارة المشهد الإعلامي بحزم ومسؤولية، ووقف أي نشاط إعلامي يفتح الباب للتشكيك أو الفتنة.
الجيش السوداني يُقاتل بشرف، ويحرز تقدماً بطوليًا في معركة الكرامة، ولن يكون منصفًا أن يُقابَل هذا المجهود بتصريحات لا تخدم سوى أجندات خارجية. إن المعركة اليوم ليست فقط في الميدان، بل في الكلمة، وفي الصورة، وفي الرسالة التي تصل للداخل والخارج.
ختامًا، لنوحّد الصوت، ونضبط الخطاب، ونصطف خلف الجيش وقيادته، فالمعركة معركة بقاء، وكلمة في غير موضعها قد تكون سهمًا في صدر الوطن.