مقالات الرأي

علي البخيت يكتب .. المعلم: ثروة الوطن التي لا تقدّر بثمن

 

بقلم: علي صلاح البخيت

في وطنٍ تتسابق فيه الخطط نحو المستقبل، وتُرفع فيه الشعارات عن التنمية والتقدّم، يبقى المعلم هو الحلقة الأهم، والأكثر إهمالًا أحيانًا. ذلك الإنسان الذي وهب حياته ليضيء دروب الآخرين، يستحق أن يُحاط بما نحيط به الذهب والمال من حرص وحفظ، فهو ثالثهم في القيمة، بل قد يكون أولهم في الأثر.
المعلم لا يصنع فقط الحروف، بل يصوغ القيم، ويشكل العقول، ويزرع بذور النهضة في أرضٍ غرسها بعرقه وصبره. فهل جزاء من علّم الطبيب والمهندس والجندي، أن يُنسى؟
من غير المنصف أن نترك المعلم وحيدًا في مواجهة أعباء الحياة، وشظف العيش، واستنزاف العمر بين دوامٍ مرهق، وواقعٍ اقتصادي لا يرحم. كثير منهم لم يسعفهم الزمن ليعطوا كل ما في نفوسهم من علم وطموح، لا لأنهم قصّروا، بل لأنهم أُنهكوا!
لقد آن الأوان أن نقف وقفة صدق مع أنفسنا كمجتمع ودولة، وأن نضع حقوق المعلمين على رأس أولويات الإصلاح. إن رفع رواتبهم، وتحسين بيئة عملهم، وتقديرهم معنويًا ومهنيًا، ليس منّة، بل واجب وطني لا يحتمل التأجيل.
المعلمون لا يطلبون امتيازات، بل كرامة تحفظهم، وفرصة ليواصلوا رسالتهم النبيلةفيجب أن نكرّم المعلم الذي يحرس عقول الأجيال من الجهل والتطرف والانحدار فالأوطان تبنى بالعلم والفكر أولًا.
نداء:
إلى كل مسؤول، وكل فرد في هذا الوطن:
لا تتركوا أعمار المعلّمين تُسرق وهم ما زالوا قادرين على العطاء. لا تضيّعوا كنزًا لا يُعوّض، فالمعلم إذا غاب، غابت المعرفة، وغابت الحضارة والمعلم ليس مجرد موظف حكومي.إنه قلب الوطن النابض، وهو يستحق أن يُراعى كما نرعى أعزّ ما نملك… بل أكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى