مقالات الرأي

د. معاوية عبيد يكتب .. همشكوريب الأرض الطاهرة و المسيرة العامرة

صوت القلم / د. معاوية عبيد

ما أن تلوح لك أشجار النخيل ( نخيل البلح) وأنت تستنشق عبير الارض المباركة ، مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم و بعد هنينة تترآي لك المآذن ، مآذن المسجد النبوي الشريف فتتهلل روحك بالراحة و الطمأنينة و الأمان…
و انت تبعد من مدينة كسلا حوالي المائتان و سبعون كيلو متر من الناحية الشمالية الشرقية للمدينة حتي تلوح لك أشجار( نخيل الدوم ) وبعدها بهنينة تلوح لك مآذن مسجد همشكوريب العتيق و خلاوياها و عندما تقترب منها تشعر بالراحة والطمأنينة وانت تري تلك القري الوادعة المطمئنة، وتلك البيوتات التي تحتضن بداخلها قلوب آمنت بربها و امتلأت قلوبها بالإيمان بعد أن كانت منطقتهم مصدر خطر على حياة الناس جراء الجرائم التي ترتكب ولكن بفضل الله وفضل مؤسسها الشيخ علي بيتاي تحولت إلى منطقة يشع منها نور القرآن وعلومه ، تعود أصول الشيخ “علي بيتاي” إلى (خور همشكوريب ) و الآن أصبحت همشكوريب تعرف باسمه و ما أن تذكر همشكوريب إلا و يذكر الشيخ علي بيتاي و يذكر القرآن و أرض القرآن ، همشكوريب أو (السرج الأغبش) ، وهي تبعد حوالي أربع ساعات أو (٢٨٠) كيلو متر عن مدينة عن كسلا ، وهي ذات طبيعة جغرافية محاطة بالجبال من النواحي الشمالية والشرقية والجنوبية في شكل (قوس)، و تمتاز بكثرة اشجار الدوم ، والتي يستعملها الناس في سقف المنازل ، و استعملها الشيخ بيتاي في تأسيس هذه الخلاوي و ذاك المسجد الكبير الذي يحوي بداخله المسجد و القرآنية ، ويقدر عدد سكان همشكوريب بأكثر من (25) ألف نسمة ، ومن أشهر الأحياء (بيتاي) و(عرفات) و(همشكوريب غرب) و(ردي).. وهمشكوريب منطقة تشتهر بكثرة الخلاوي التي تدرس القرآن الكريم وعلومه، و يقدر عدد طلاب خلاوي همشكوريب بأكثر من (7) آلاف طالب و(15) ألفاً من النساء في أكثر من (22) مركزاً، و لديها أفرع بعدد من ولايات البلاد و خارجها وتستوعب الخلاوي طلاباً من مختلف ولايات السودان ، بجانب طلاب أجانب من دول أفريقية عديدة أبرزها النيجر وبنين ونيجيريا.
تطعم الخلاوي طلابها من العصيدة التي خصص لها مصنع بسعة (6) جوالات دقيق، ويعمل المصنع بالفحم الحجري ويتم استهلاك أكثر من (45) جوال دقيق في اليوم الواحد ،
همشكوريب أرض القرآن تجذبك بسحر بويتات الطين و رمال مسجدها المعتقة ( بعمار ) اللوح و الدواية، معتقة بأصوات القرآن و معلقة بابواب السماء ، همشكوريب التي تصحو علي أصوات القرآن وتنام عليها ، تسحرك بأصوات العابدات الحافظات لكتاب الله و لسيرة رسول الله صل الله عليه وسلم، و لفقه العبادات و المعاملات ، تسحرك بنساء لا تراهن في الشوارع و لكن يسحرن قلبك بحلاوة التلاوة و القرآن ، أهالي همشكوريب يستقبلونك بالتكبير و التهليل كما استقبلوا الامين العام لديوان الزكاة أحمد إبراهيم عبدالله وركبه الميمون من الإدارات العامة وأمين الزكاة ولاية كسلا و نفر كريم من موظفي الزكاة بالمركز و الولايات ، قري تستقبلك بالتهليل و التكبير وبحفاوة و كرم أهلها يحق لنا أكرامها فكانت قافلة الزكاة محملة بالمواد الغذائية ، وكانت الطاقة الشمسية لمدينة يشع منها نور القرآن ويستحي ضياء القمر من نورها ولولا السُنَنِ الكونية لاحتجب القمر عن هذه الأرض حياءً لنور القرآن، قري تعج بالعلم والعلماء فكان المعهد العلمي لهمكشوريب الذي وقف عنده الامين العام ، تحدث نفر كريم من أهل الزكاة بعد أن أدوا شعائر صلاة الجمعة ، تحدث الامين العام و مدير عام الدعوة و الإعلام و مدير عام المصارف و أمين الزكاة ولاية كسلا تحدثوا عن دور هذه الخلاوي وسط المجتمع ورسالتها العظيمة التي غطت أرض السودان وخارجه ، وعن دور الزكاة وسط المجتمع و عن الدعم الذي قدموه لخلاوي همشكوريب والذي تجاوز التسعة و سبعين مليوناً من الجنيهات (٧٩.٧٥٠.٠٠٠) جنيه شمل المواد الغذائية ودعم المعهد العلمي و الطاقة الشمسية ، ولولا بروتوكولات اللقاء و الزيارة لجلس هؤلاء ليستمعوا إلي أولئك العلماء و طلبة القرآن الكريم ، استمعوا إلي تلاوة مباركة من الحافظات و إلي علمهن في الحديث و المواريث و فقه العبادات و المعاملات ، انصتوا بخشوع إلي أقوال الفقهاء و العلماء و إلي حديث العارف بالله خليفة الشيخ سليمان علي بيتاي وهو يحدثهم بأدب العلماء ووقار أهل القرآن يحدثهم عن الخلاوي و عمارة بيوت الله ويثني علي الوفد و قائد الركب ويقول له لقد ربحت البيع ابا يحي و تبوأت مقعدك في الجنة بجزيل عطائك لأهل القرآن و هذا المشروع العملاق سيكون شفيعاً لك يوم القيمة ، ودع الركب أهالي قري همشكوريب ، وهم يرددون فهل تطيق وداعاً أيها الرجل ، ودعوهم بعد أن شحنوا النفوس بالطاقة الايمانية ، و هم يرددون منحناهم طاقة شمسية و منحونا طاقة إيمانية و روحانيه ، فياتري من الرابح …. ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى