الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب.. لا ينبغي تحقيق أي ميزة بالبندقية ، ولا لي ذراع الدولة بقوة السلاح . طالما ان طريق الحوار مفتوح

الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب:
لا شغل لمنتديات السياسة السودانية منذ امس سوى خطاب القائد ابوعاقلة كيكل قائد درع البطانة في محفل يخص الجزيرة الخضراء..
الولاية التي حملت السودان على ظهرها نحوا من قرن.. وبداية لابد من تثمين مواقف كيكل وجهوده وجهاده وانحيازه في مرحلة مفصلية إلى جانب الجيش.
ولابد من الاعتراف بأن ماقاله في حق الجزيرة وإخراجه هواء ساخنا كان له أن يمر دون أن ينتبه إليه أحد لو كان قائله بزي مدني، فكثيرون مثله من أصحاب العمائم أو البدلات تصدر منهم عمدا أو سهوا او في لحظات حماس غامرة تصريحات
مماثلة أو أشد .
ولكن لأن كيكل يلبس زيا عسكريا ويضع على
كتفيه رتبة رفيعة ويعمل – أو يفترض أن يكون تحت إمرة القوات المسلحة فإن كلامه مما يدخل إلى المنطقة المحظورة، إن كل حديث مشاتر يعيد للأذهان كلمات مماثلة أشعلت الفتنة و عبأت الساحة سلبا وعبدت الطريق إلى ١٥ ابريل ..المشؤوم.. والحرب أولها كلام.
لقد كان تسليح فصائل وحركات عديدة ضرورة أملتها ظروف غير عادية.. تمر على كل الدول والسودان ليس استثناء.. ولكن حان الوقت لإخضاع كل هذه الفصائل لإمرة القوات المسلحة.. ان أي تصريح والقول كما الفعل يتعين أن يكون متسقا بالكامل مع قوانين الجيش وضوابطه الصارمة.
ان الجميع مدعوون إلى انضباط تام والتزام كامل يراعي هذه الأجواء المشحونة وخطورة المرحلة الراهنة.. لابد للجميع أن يضبطوا عقارب ساعاتهم على توقيت معركة الكرامة..
ان من الحكمة وعزم الأمور ان تشرع الدولة في إجراءات وعمليات دمج كاملة وجادة لكل منسوبي الحركات والفصائل المسلحة وفورا ودون فرز لابد من الطرق على الحديد وهو ساخن.
ولابد من إغلاق كل طريق يقود إلى محرقة جديدة ولابد من ايصاد كل باب يدخل منه شيطان جديد أو (حميدتي) آخر .
إن ختام معركة الكرامة و سحق المليشيا المتمردة بالكامل.. ينبغي أن تكون نهاية حتمية لكل وجود عسكري خارج المؤسسة العسكرية .
دعونا نتطلع لواقع سياسي معافى ومنزوع السلاح وخال من قاموس المظلومية والتهميش.. ولا لأي عسكرة جديدة لمطالــب مدنيـة .. لا ينبغي تحقيق أي ميزة بالبندقية ، ولا لي ذراع الدولة بقوة السلاح . طالما ان طريق الحوار مفتوح، والرأي مسموع و مسموح.. في دولة راشدة فيها الأمر شورى والحقوق قضاء.
.