مقالات الرأي

الفاشر للجميع.. مدينة التاريخ والجراح والأمل مدينة لا تموت.. مدينة لا تُباع.. الفاشر لا تسقط ،،، الفاشر تقاتل

الفاشر للجميع.. مدينة التاريخ والجراح والأمل
مدينة لا تموت.. مدينة لا تُباع..
الفاشر لا تسقط ،،، الفاشر تقاتل

بقلم : علي صلاح البخيت

في قلب السودان، وتحديدًا على رُبى دارفور، تقف الفاشر كأنها شجرة أصلها في عمق الأرض، وفرعها في عنان السماء الفاشر ليست مجرد مدينة على الخارطة بل ذاكرة شعب، وهوية وطن، وصوت حضارة تمتد قرونًا إلى الوراء. ومن يقول إن الفاشر تخص فئة دون أخرى، كمن يُنكر على النيل جريانه، وعلى الشمس شروقها.
الفاشر للجميع، هكذا كانت، وهكذا يجب أن تبقى
حين تدخل الفاشر، فإنك تطأ ترابًا سار عليه ملوك وسلاطين، وتاريخ نسجت خيوطه السلطنة الزاهرة على يد السلطان علي دينار. من قصره الذي لا يزال شامخًا، إلى مسجده العتيق، إلى سوقها الذي جمع العرب والفور والزغاوة والمساليت والتاما وكل نسيج دارفور في صوتٍ واحد: “نحن هنا، متآلفون رغم الجراح”.
الفاشر كانت مركزًا للتجارة والتعليم، منارة للعلماء والشيوخ، ملتقى للقبائل، ومحطة للقوافل لم تُبنى على نزاع، بل قامت على التبادل والتنوع والتعايش.
سقوط الفاشر، لا قدّر الله، هو سقوط آخر الحواضر التاريخية في غرب السودان إذا انهارت الفاشر، فإننا لا نفقد مدينة فحسب، بل نُقـٍبر روح التعايش، ونفتح الباب لجغرافيا الفوضى والتقسيم سيكون ذلك بداية شتات جديد، ونزوح لن يُبقي من بيوت دارفور سوى الرماد.
سقوط الفاشر يعني أن “الخرطوم” ستكون التالية، لا عسكريًا فقط، بل أخلاقيًا وإنسانيًا.
دموع الشعب السوداني على الشهيدة هنادي، تلك الفتاة التي غادرت الحياة لا لأنها اختارت الحرب، بل لأن الحرب اختارتها. هنادي تمثل آلاف البنات من دارفور، ممن وُلدن على حلم السلام، وكُتب لهن الموت على أعتاب مدينة تُدكّ بالمدافع من قبل مليشيات ..هنادي ليست رقمًا، بل شهيدة الوطن، شهيدة الفاشر، شهيدة الحقيقة التي تقول كفى.
أكثر من 5 ملايين مواطن في ولايات دارفور الخمس (شمال، جنوب، وسط، غرب، شرق) يعيشون على حافة البقاء. نزوح، قتل، جوع، أمراض، حرمان من التعليم والخدمات الأساسيةإذا سقطت الفاشر، فلن تكون مجرد خسارة جغرافية، بل مجزرة إنسانية مفتوحة.

تخيلوا حال الطفل الذي فقد مدرسته، والمرأة التي فقدت مأواها، والشيخ الذي فقد الأرض التي وُلد عليها. دارفور في خطر، وإنسانها ينادي.. هل من مُجيب؟
نعم سيستجيب الجيش وكل القوات النظامية وفي عجل بإذن الله وسيحرر الفاشر ويقضي على كافة المليشيات وابواغها وانواعها ولا يبقى منها احد وسينعم انسان دارفور بإمن سرمدي ولا تطيل المأساة …
الفاشر للجميع، ومن لا يفهم ذلك، لا يعرف السودان.
فلنقف جميعًا: لا للقتل، لا للتقسيم، لا لاحتكار التاريخ
الفاشر للجميع.. الفاشر تعني الحياة لكل السودانين وكل الوطن ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى