مقالات الرأي

عاصم الدسوقي يكتب .. السودان وحرب المسيرات

ذمة الواعي

بقلم : عاصم الدسوقي

السودان وحرب المسيرات

مع البدايات الاولي للحرب وبعد فشل المليشيا في منطقة كرري العسكرية التي كانت تعول عليها كثيرا لاعلان مشروعها الكبير باحتلال السودان بعد هزيمة الجيش في مواقعة الاستراتيجية بكرري والقيادة العامة .
لم تجنح المباغتة التي استخدمتها المليشيا لهزيمة الجيش السوداني وسرعان ما تحولت الي الخطط البديلة التي تمكنها من ان تكون حاضرة علي امل إعادة الكرة مرة اخري …
وعملت علي شن الهجمات عن طريق المسيرات وقصف المدفعية التي تمتلكها لاحداث خسائر عشوائية في المنطقة او لتحييد هجمات الجيش المدفعية…
توالي وتصاعد إستراتيجية إدارة الحرب التي يتعامل بها الدعم السريع كانت موضوعة وفق منهج متطور يدار بواسطة خبراء مشبعين بالتجارب والخبرات كان واضح وجليآ في عملية القفزة الكبيرة لاستخدامات التكنلوجيا المتبعة من قبل المليشيا وخاصة بعد بدء مفاوضات جدة التي مكنت المليشيا من استعادة الفرصة والقوة التي أدت الي إطالة امد الحرب الي الان .
اذكر من خلال المشاهده كيف كانت تهاجم المليشيا وتسير مسيراتها عبر المنطقة الشرقية من كبري الحلفايا وتخترق الدفاعات وتصل الي الأهداف وكنت مهتما وكانت الرؤية حاضرة بعد ان توصلت لنوع المسيرات المستخدمة من قبل المليشيا وكانت مسيرات خفيفة صناعة صينية واخري مسيرات إماراتية وتعتبر الامارات من اكثر الدول اهتماما بتصنيع وتجميع المسيرات….
كانت البدايات عبر مسيرات بدائية تقليدية ومعدلة لحمل المتفجرات ولم تكن بالفاعلية المذكورة وسرعان ما تطور الامر واستطاعت مسيرات المليشيا ان تخترق الدفاعات والتشويش بالمنطقة وتنفذ هجماتها بدقة كبيرة واذكر جيدا كيف هاجمتنا مسيرة عند اول صباح وكنت انظر اليها وهي تتبختر في السماء ثم القت حمولتها المتفجرة وأصيب احد الجنود وبترت يده اليمني وبعدها بايام قليل عادت مرة اخري لنفس الهدف والمنطقة ليكون الفقد جلل والخسائر كبيرة واستشهد العقيد هشام وعدد من طاقم المدرعات وكانت الخسائر كبيرة وكان يوما حزينا بعد ان ودعنا اجمل واحب من عرفت في هذه الحرب اخي العقيد بحري مهندس هشام وحالة استشهاده لوحدها قصة تنم عن صلاح الرجل وحبه لله بعد أن جمع كل رفقائه بالموقع ثم تفرقنا علي عجل لتاتي المسيرة وتنفذ بدقة وتختار الجميل هشام ..
وقتها كانت الصدمة كبيرة والفقد جلل ثم توالت هجمات المسيرات علي كل المنطقة من حين الي اخر وعزمت علي ان يكون هنالك حل ووسيلة فاعلة لكبح هجمات مسيرات العدو التي تمددت ، وقمت مع نفر كريم بالعمل لمقترح استجلاب أجهزة تستطيع صد هذه المسيرات بعيدا من رصاص الكلاش والمضاد المهدر الذي يطلق في الهواء لإصطياد المسيرة وتمكنا من الوصول الي احدي الشركات وخاطبنا الجهة المسؤولة بالامر وكنا لا نريد منا ولا شكورا…
ولكن كان الجزاء جزاء سمنار ولم نسلم من المسألة والتحقيق والتحريات…
ثم كانت المسيرة التي ضربت حفل تخريج الطلبة الحربيين بحضور القائد العام البرهان نفسه وكان من ضمن من فقدنا عدد من كنا نعول عليهم مستقبل الجيش والوطن وأيضآ الشاب الإعلامي الطموح حاتم مأمون..
شيء مؤسف حقيقة ، وفي الأيام القريبة الماضية كانت مسيرات العدو حاضرة بقسوة هذه المرة وهي تأخذ عماد التوجيه المعنوي وشامت الاعلام العسكري المقدم حسن والنقيب عماد شهداء القصر أللذان جمعني معهم العمل الإعلامي بالقوات المسلحة وأيضا الزاهر دوما فاروق الزاهر الذي عملت معه في احلك ظروف الحرب وهو كان حاضرا مفتتحآ التلفزيون بما أرسله له من مقاطع وانتصارات وكنا وقتها نبحث عن الخبر المطمئن والمفرح وعن دعم واسناد الجيش عبر القنوات وكان الزاهر زاهرا ومستعدا لبث كل اخبار العمليات والتحركات والفتوحات في الشهور الاولي من الحرب…
تمدد المليشيا والانتشار الكثيف لمسيراتها الانتحارية والاستراتيجية والاستطلاعية بعيدة المدي والنطاق وهي تقصف كل يوم المرافق الاستراتيجية والحيوية وتزعزع امن واستقرار الوطن والمواطن وتهدم وتخرب المنشآت الحيوية والبني التحتية ولا حياة لمن تنادي امر غير مقبول البته وهي تنم عن ضعف واضح في المواجهات التقنية وفي العملية الأمنية والاستخباراتية….
ايقنت ان هذه الحرب ما هي الا رسالة الاهية وحكمة لم نعي معناها ،
وان خراب النفوس هي اس المشكلة وان الغطرسة والغرور والمكابره هي الداء الذي يسيطر علي المجتمع وان النظرة الدونية لاصحاب الحلول والعقول والضمير حاضرة….
علم الطبيعة والقوانين والنظريات الفيزيائية اتاحت فرص الحلول وان الفعل من جنس العمل ، وكما لكل فعل رد فعل أيضا تستند النتائج علي الفعل الموازي له والمضاد له في السرعة والقوة الاتجاه .
عملية صد هجمات مسيرات العدو لا تقف علي الكم وانما علي الكيف وعندما سعي الجميع لامتلاك واستقدام اشكال مختلفة من أنواع وماركات المسيرات وحصل اغراق كبير في عدد من الوحدات العسكرية ولم تفلح جهة في كيفية استخدام تكنولوجيا مضادات المسيرات المتوفرة عالميا وبمختلف الخوارزميات والنطاقات العريضة والضيقة.
في الأيام الماضية وبعد تحرير الخرطوم ومن ضمن الغنائم رايت وحدة اتصالات مدمجة وخفيفة الحركة تحتوي علي ترددات راديو متعدده واشارات لاسلكية ووحدة بث واقمار صناعية وشبكة الهاتف المحمول الثريا و الموجات الترددية (AH .VHS.VH KHU.MF. MHF) هذه الوحدة هي منصة للتشويش والتحكم لاطلاق المسيرات وهي من احدث المنصات المستخدمة عالميا للتشغيل والحركة والمتابعة وتحتوي علي إمكانيات تقنية عالية ..
هنالك كثير من أجهزة مضادات المسيرات واجهزة تعقب بمواصفات حديثة وعالية الدقة تعمل وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي واستشعار التردد اللاسلكي وفك تشفير البروتوكول والتعرف عن بعد ويمكنها كشف الطائرات ومسارات الطيران في الوقت الفعلي، وتحديد المواقع بدقة للطائرة وحالة طيرانها وأجهزة التحكم التي تعمل عليها من بعد ، وتوجد أجهزة تستخدم إشارات الراديو المرسلة بين الطائرات المسيرة وأجهزة التحكم عن بعد أو المحطات الأرضية للكشف وتحديد المواقع. ومن خلال استقبال إشارات تداخل محددة تنبعث من المسيرات .، مع بروتوكول OcuSync)،) وتحليل القوة والتردد والمرحلة وغيرها من خصائص الإشارات، كما يمكن تحديد موقع الطيارين بدقة والإحداثيات والسرعة والارتفاع والإحداثيات التجريبية . مثل جهاز ( ( Drone Tracker Locator و (AAT-VHF-500M VHF UHF Walkie Talkie Jammer) وتعمل في نطاق التردد VHF وUHF، وهي أجهزة تشويش احترافية مصممة خصيصا للمتفجرات التي يتحكم فيها من بعد علي نطاق التردد وتنبعث منها إشارات رقمية عالية الكثافة في نطاقات التردد تمنع من تلقي إشارات أمر التفجير العادية ويتم تعديل الإشارة من خلال تقنية معالجة الإشارات الرقمية ومن مميزات هذا الجهاز ، يمكنه تحديد موقع نطاق التردد المستهدف بدقة والتداخل معه، والتداخل بشكل فعال مع إشارة الجهاز المتفجر للتحكم عن بعد على مسافة أطول ، بالمقارنة مع مذبذب التحكم في الجهد التقليدي (VCO) وتقنية DDS، فإنه يمكن أن ينتج إشارات أكثر استقرارًا ونقاءً، ويمكن أن يغطي المنطقة المستهدفة بقوة تداخل كافية مع طاقة أصغر….
يصل معدل التغطية إلى 50-500M، اعتمادًا على قوة مجال الإشارة جهاز تشويش AAT-VHF-500M VHF UHF Walkie Talkie Jammer ، يمكنه استخدام تقنية الإشارة المباشرة لتوليد إشارات تداخل عالية الدقة وعالية الثبات، والمسح السريع لنطاقات التردد VHF وUHF، وتغطية الترددات المختلفة التي يمكن استخدامها بواسطة القنابل التي يتم التحكم فيها عن بعد،
وزيادة معدل النجاح من التدخل….
ليمكنه من تحديد موقع نطاق التردد المستهدف بدقة والتداخل معه، والتداخل بشكل فعال مع إشارة الجهاز المتفجر للتحكم عن بعد على مسافة أطول..
بالمقارنة مع مذبذب التحكم في الجهد التقليدي (VCO) وتقنية DDS، فإنه يمكن أن ينتج إشارات أكثر استقرارًا ونقاءً، مع توهين إشارة أقل نسبيًا أثناء الإرسال لمسافات طويلة، ويمكن أن يغطي المنطقة المستهدفة بقوة تداخل كافية مع طاقة أصغر. يصل معدل التغطية إلى 50-500M، (1:1) للتشويش اعتمادًا على قوة مجال الإشارة والمسافة. لا يمكن مقارنة جهاز تشويش VCO وDDS التقليدي.
تتميز هذه الاحهزة بالحجم الصغير وسهولة الحركة والتشغيل والتنقل وخفة الوزن ويعمل علي نطاق تشويش 50-500متر حسب مسافة وقوة أجهزة الاتصال اللاسلكي ويمكنها مقاومة تداخل الإشارات ومقاومة التداخل الكهرومغناطيسي ..
تقوم أجهزة التشويش الرقمية بإصدار موجات راديو بنفس تردد الهواتف المحمولة وأجهزة الاتصال اللاسلكية، مما يشكل تداخلًا إلكترونيًا يمنع الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى من استقبال وإرسال الإشارات بشكل طبيعي. من اجل تحديد دقيق لإشارات الوصلة الهابطة والتداخل معها في نطاق تردد ووقت محددين ويحتاج الي اعتماد استراتيجيات استجابة شاملة مثل المراقبة والتعرف في الوقت الحقيقي، وتحديثات قاعدة بيانات نطاق التردد، وقدرات التعديل الديناميكي، وتكنولوجيا مزامنة الفتحات الزمنية، وآليات الاستجابة السريعة وتحسين الخوارزمية. تعمل هذه التدابير معًا لضمان قدرة جهاز التشويش على الحفاظ على تأثير تداخل مستقر ودقيق عند مواجهة التغييرات في نظام التشغيل بغرض حماية الإشارة….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى