مقالات الرأي

سامي أمبابي يكتب..الجيش السوداني.. تاريخ من القوة والمواقف المشرفة

الجيش السوداني.. تاريخ من القوة والمواقف المشرفة

 

بقلم: سامي إمبابي

 

 

الجيش السوداني ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو مؤسسة وطنية تمتد جذورها عبر التاريخ، محملة بالإرث البطولي والشجاعة الفريدة. من معارك كوش ضد الفراعنة والآشوريين، إلى معركة كرري ضد الاستعمار البريطاني، ومن دوره في حرب أكتوبر إلى صموده الحالي في حرب الكرامة، ظل الجيش السوداني درع الوطن وحامي سيادته. في هذه السطور، نسلط الضوء على شجاعة الجندي السوداني، وقوة الجيش عبر العصور، والمواقف التاريخية التي أذهلت العالم، وعلى رأسها موقف الرئيس جعفر نميري حين أنقذ ياسر عرفات من الأردن، في خطوة فاجأت القادة العرب وأثبتت أن السودان دائمًا في طليعة الأمة.

 

الجيش السوداني عبر التاريخ.. قوة لا تُهزم

 

لم يكن الجيش السوداني وليد اللحظة، بل امتدت قوته منذ آلاف السنين، حين كانت مملكة كوش قوة ضاربة سيطرت على مصر خلال حكم الأسرة الخامسة والعشرين، ووقفت في وجه الآشوريين والرومان.

 

وفي العصر الحديث، شهد الجيش السوداني معارك كبرى، حيث قاتل المستعمر البريطاني ببسالة في معركة كرري (1898)، واستمر في تطوير قدراته حتى أصبح واحدًا من أقوى الجيوش في المنطقة.

 

شجاعة الجندي السوداني وصموده في أصعب المواقف

 

الجندي السوداني معروف بثباته ورباطة جأشه في الميدان. في الحرب العالمية الثانية، أشاد القادة البريطانيون ببأسه، وفي حرب أكتوبر 1973، أثبت كفاءته القتالية على الجبهة المصرية. حتى اليوم، يواجه الجيش السوداني التحديات الداخلية والخارجية بقوة لا تلين، مدافعًا عن وحدة السودان في وجه التمردات المدعومة خارجيًا.

 

موقف الرئيس نميري.. إنقاذ ياسر عرفات في لحظة حاسمة

 

في عام 1970، كانت المنطقة العربية على صفيح ساخن بسبب أحداث أيلول الأسود في الأردن، حيث اندلعت مواجهات دامية بين الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية، ما وضع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في خطر حقيقي، حيث كان مهددًا بالاعتقال أو القتل.

في تلك اللحظة، تدخل الرئيس السوداني جعفر نميري شخصيًا، واتخذ قرارًا شجاعًا بإنقاذ عرفات بنفسه.

 

تفاصيل العملية

سفر نميري إلى الأردن بنفسه

لم يكتفِ بإرسال مبعوث أو مجرد وساطة دبلوماسية، بل سافر إلى الأردن بنفسه، في خطوة أذهلت الجميع.

إدخال عرفات إلى السفارة المصرية

قام نميري بإدخال عرفات سرًا إلى السفارة المصرية في عمان، لحمايته من أي استهداف.

نقل عرفات إلى القاهرة

أرسل طائرة سودانية خاصة أقلّت عرفات من عمان إلى القاهرة، ليشارك في القمة العربية الطارئة التي دعا إليها الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

مفاجأة القادة العرب بشجاعة نميري

حين ظهر عرفات فجأة في مؤتمر القمة بالقاهرة، ذُهل الزعماء العرب من شجاعة نميري وجرأته في تنفيذ العملية، حيث تحدى مخاطر كبرى لإنقاذ الزعيم الفلسطيني، مثبتًا أن السودان كان وسيظل نصيرًا للقضايا العربية.

أفضل أيام الجيش السوداني

شهد الجيش السوداني فترات مجده في محطات تاريخية عديدة، أبرزها:

مرحلة ما بعد الاستقلال (1956-1970): كان الجيش السوداني في أوج قوته، وشارك في عمليات حفظ السلام الإقليمية.

حرب أكتوبر 1973: حيث كان ضمن القوات العربية التي خاضت الحرب ضد إسرائيل.

التسعينيات وبداية الألفية: واجه الجيش السوداني حروب التمرد بقوة وثبات، محافظًا على وحدة البلاد.

ما قيل عن شجاعة الجندي السوداني عبر التاريخ

قال القائد البريطاني كتشنر بعد معركة كرري: “لم أر في حياتي رجالًا يقاتلون بهذه الشجاعة حتى آخر نفس”.

أشار قادة حرب أكتوبر إلى أن الجنود السودانيين قاتلوا ببسالة وأثبتوا كفاءة قتالية عالية.

وصف مؤرخون عسكريون الجندي السوداني بأنه “محارب بالفطرة، لا يستسلم بسهولة، ويقاتل بروح قوية”.

المؤامرات ضد الجيش السوداني ومحاولات إنهائه

في السنوات الأخيرة، تعرض الجيش السوداني لحملة استهداف ممنهجة، تهدف إلى إضعافه وتفكيكه لصالح ميليشيات مدعومة خارجيًا. بعض القوى الإقليمية والدولية لا تريد جيشًا سودانيًا قويًا، لأنه العقبة الأكبر أمام مشاريع التفتيت والتقسيم.

لكن الجيش السوداني صمد في حرب الكرامة ضد التمرد، رغم أن خصومه يتلقون دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا هائلًا من عدة دول.

الجيش السوداني بين أقوى جيوش العالم

رغم المؤامرات والتحديات، يظل الجيش السوداني أحد أقوى الجيوش، بفضل:

خبرته القتالية الممتدة لقرون.

قوة جنوده وتحملهم أقسى الظروف.

مرونته التكتيكية في القتال، وقدرته على التكيف مع أي تهديد.

الجيش السوداني ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو درع الوطن وحامي سيادته، وصموده عبر التاريخ دليل على عظمته. ومن إنقاذ ياسر عرفات، إلى القتال في حرب أكتوبر، إلى صموده في حرب الكرامة اليوم، يثبت الجيش السوداني أنه قوة لا تُقهر، ورمز للفداء والشجاعة. وكما أثبت عبر التاريخ، فإن الجيش السوداني لا يُكسر، بل يزداد قوة مع كل تحدٍ يواجهه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى