انتصارات معركة الكرامة وبداية عهد جديد للسودان
بقلم : سامي إمبابي
مع بشائر الانتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة ومن حالفها في حرب الكرامة، يقترب السودان من ميلاد عهد جديد، عهد يُبنى على الوطنية الخالصة والانتماء للوطن دون ولاءات ضيقة أو محاصصات سياسية تُكرّس للفرقة والضعف.
لقد قدم السودانيون في هذه المعركة الغالية أرواحهم وأبناءهم وأموالهم، لم يكن ذلك لأجل فصيل أو حزب، بل لأجل وطن حر، موحد، ترفرف عليه راية الكرامة والعزة. واليوم، ونحن على أعتاب النصر، فإن الواجب يقتضي أن نُؤسس لدولة يسودها العدل، وأن تمتد المحاسبة لكل من خان، وباع، وتآمر مع التمرد، سواء في الداخل أو الخارج، فلا مجال بعد اليوم للإفلات من العقاب أو التغاضي عن الخيانة.
إن الحكومة القادمة يجب أن تكون حكومة تعمل من أجل رفع المعاناة عن الشعب، لا حكومة محاصصات أو مكاسب سياسية، بل حكومة تضع السودان وأهله أولًا، حكومة ينهض فيها كل وزير بمسؤولياته، ويعمل بجد لتحقيق طموحات السودانيين في حياة كريمة ومستقبل مشرق.
كما أن الوحدة الوطنية والقومية يجب أن تكون الأساس الذي تُبنى عليه الدولة، فالسودان لا يمكن أن يتعافى إلا إذا تضافرت جهود الجميع، وأصبحت المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى.
النصر في معركة الكرامة ليس فقط في الميدان، بل في القدرة على بناء سودان جديد، سودان لا مكان فيه للفساد أو الخيانة، سودان يجد فيه كل مواطن حقه في العيش الكريم، وتتحقق فيه العدالة والمساواة.
هذا هو التحدي الحقيقي بعد الانتصار، وهذه هي المسؤولية التي يجب أن يتحملها الجميع، فمن ضحوا بدمائهم يستحقون أن يُبنى لهم وطن يليق بتضحياتهم، وطن شامخ عزيز، عصيٌّ على كل من يحاول النيل منه.
