منبر_الكلمة ✍️ جلال الجاك أدول كلنا قيم.. رسالة إنسانية تعيد الأمل في السودان

#منبر_الكلمة
✍️ جلال الجاك أدول
كلنا قيم.. رسالة إنسانية تعيد الأمل في السودان
في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يشهدها السودان، برزت منظمة “كلنا قيم” كنموذج مضيء للعمل الإنساني، مقدمة الدعم للمرضى والنازحين والمحتاجين في مختلف الولايات. بجهود دؤوبة وعطاء مستمر، أصبحت المنظمة رمزًا للتضامن والمساندة في وقت تشتد فيه الأزمات، حيث تلبي نداء الإنسانية دون كلل أو ملل، وتعيد الأمل إلى قلوب الآلاف ممن وجدوا أنفسهم في مواجهة مصاعب الحياة القاسية.
خلال زيارة خاطفة إلى مقر المنظمة الكائن في ديم عرب، لفت انتباهي حسن الاستقبال وكرم الضيافة من قبل العاملين والمتطوعين، الذين استقبلوني بروح ودودة تعكس القيم التي تحملها المنظمة في جوهر عملها. حتى المدير، الأستاذ محمد الأمين، كان حاضرًا بتواضعه وتفانيه، يتابع سير العمل عن كثب، ويتفاعل مع الجميع كواحد منهم، مما أضفى على المكان طابعًا أسريًا دافئًا يعكس جوهر العمل الإنساني الحقيقي.
تعمل المنظمة على تقديم المساعدات الأساسية، من أدوية ومستلزمات طبية وغذاء ومياه نظيفة وأغطية وخدمات إيواء، إلى جانب الاهتمام بالدعم النفسي والاجتماعي للفئات الأكثر تضررًا. وقد اتسع نطاق عملها ليشمل تقديم العون للنازحين، الذين اضطروا لترك ديارهم بفعل الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة. ففي الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من نقص الاحتياجات الأساسية، كانت “كلنا قيم” من أوائل الجهات التي سارعت إلى سد هذه الفجوة، حيث قامت بتوزيع المواد الغذائية، وتأمين أماكن إيواء مؤقتة، إضافة إلى توفير الخدمات الطبية والرعاية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.
في قلب هذه الجهود يقف الأستاذ محمد الأمين، المدير المتفاني للمنظمة، الذي يعمل بلا كلل إلى جانب فريق من المتطوعين الشباب والشابات الذين يكرّسون وقتهم وجهدهم لخدمة المجتمع. بروح إنسانية عالية، يتنقلون بين المناطق الأكثر تضررًا، يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة، مدفوعين بإيمانهم العميق بأهمية العطاء والتكاتف. ورغم التحديات التي تواجههم، فإنهم يواصلون العمل بإصرار، مسلحين بروح الأمل والإيثار، مؤمنين بأن لكل إنسان حقًا في العيش بكرامة وأمان.
ولضمان استمرار هذا العطاء وتوسيع أثره، تبرز الحاجة إلى دعم أكبر وتعزيز الاستدامة المالية للمنظمة. فمن خلال توسيع الشراكات مع الجهات المحلية والدولية، وإطلاق حملات توعية تشجع الأفراد والمؤسسات على المساهمة، وتطوير منصات إلكترونية لتعزيز التواصل والتنسيق، يمكن للمنظمة أن تصل إلى عدد أكبر من المستفيدين. كما أن إقامة دورات تدريبية للمتطوعين سيمكنهم من أداء مهامهم بطرق أكثر كفاءة، فيما يمكن تنظيم فعاليات لجمع التبرعات لضمان استمرار العمل الإنساني دون انقطاع.
إن ما تقدمه “كلنا قيم” ليس مجرد مساعدات مادية، بل هو رسالة إنسانية نبيلة تؤكد أن الخير باقٍ، وأن التضامن بين الناس قادر على صنع الفارق حتى في أحلك الظروف. إنها دعوة لكل من يستطيع أن يمد يد العون، ولكل من يؤمن بأن الأمل يمكن أن يزهر من جديد، مهما اشتدت الأزمات. إن دعم هذه الجهود ليس مجرد خيار، بل هو واجب أخلاقي وإنساني، فبفضل أمثال الأستاذ محمد الأمين وفريقه، يبقى الأمل حيًا، وتستمر الحياة رغم كل الصعوبات.