أكتب هذه السلسلة من المقالات في لحظة مفصلية من تاريخ السودان، ونحن نقترب من تأسيس حكومة مدنية جديدة بعد حرب طاحنة أنهكت البلاد ومزّقت أوصال الدولة. أكتب وأنا أؤمن تمامًا بدور قواتنا المسلحة في الدفاع عن تراب هذا الوطن وصونه من دنس التمرد والغدر.
لكن هذا المقال، وسلسلة المقالات التي ستليه، لا تتعلق بالمعركة العسكرية، بل بالمعركة الكبرى التي تليها: معركة الحكم، البناء، واستعادة الدولة.
أوجّه هذا الجهد المتواضع إلى من سيتحمّل مسؤولية قيادة البلاد، وعلى رأسهم رئيس الوزراء المنتظر، لعلّه يجد في هذه الكلمات ما ينفع، أو ما يضيء طريقًا، أو ما يفتح نقاشًا جادًا حول كيف يُدار السودان في هذه المرحلة الدقيقة.
ليس الهدف تنظيرًا، ولا مزايدة، بل محاولة للمساهمة في صياغة رؤية عملية، صادقة، تنفع البلاد والعباد، وتؤسس لحكم رشيد يليق بالسودانيين بعد كل ما دفعوه من دماء وصبر وأمل.
