مقالات الرأي

سامي أمبابي يكتب … مجزرة أم درمان – سوق صابرين- الحياة لن تتوقف

بقلم: سامي أمبابي

في قلب أم درمان، المدينة التي تُعدّ رمزًا للصمود والتاريخ العريق، يتجدد الألم مرة أخرى. مجزرة سوق صابرين التي ارتُكبت على يد قوات التمرد المدعومة من “الدعم السريع”، ليست مجرد جريمة ضد الإنسانية فحسب، بل هي أيضًا محاولة يائسة لزعزعة إرادة شعبٍ عرف كيف يقف في وجه العاصفات.

ما حدث في سوق صابرين ليس حدثًا عابرًا، بل هو فصلٌ آخر من فصول الحرب التي تُشنّ على المدنيين الأبرياء. استهداف الأسواق والأحياء السكنية ليس إلا دليلًا على غياب الأخلاق العسكرية لدى قوات التمرد، التي تبحث عن انتصارات وهمية عبر إرهاب المواطنين العزل. لكن أم درمان، المدينة التي شهدت تاريخًا من النضال والكبرياء، لن تنكسر.

منذ اندلاع الحرب في السودان، وقفت أم درمان، وخاصة منطقة كرري، كحصنٍ منيع يدعم الجيش الوطني بكل قوة. لم تكن كرري مجرد منطقة جغرافية، بل كانت رمزًا للثبات والشجاعة. أبطالها، الذين وقفوا في وجه التمرد منذ اليوم الأول، أثبتوا أن الإرادة الشعبية أقوى من كل الأسلحة.

مجزرة سوق صابرين، وإن كانت قد خلّفت جرحًا عميقًا في جسد المدينة، إلا أنها لن تُغير من موقف أهل أم درمان. فالحياة هنا لن تتوقف، ولن تُجبر المدينة على الركوع. أهل أم درمان، الذين عرفوا كيف يحولون الألم إلى قوة، سيستمرون في الوقوف كالسنديان في وجه العواصف.

كرري، التي أصبحت أيقونة للصمود، ستظل عصية على التمرد. ستظل هي الدرع الذي يحمي هذه البلاد، وهي القلب النابض الذي يمنح الأمل لكل السودانيين. ما حدث في سوق صابرين لن يكون إلا دافعًا جديدًا لأهل المدينة لمواصلة النضال، ولإثبات أن الإرادة الشعبية لا تُقهَر.

في النهاية، لن تُكتب نهاية هذه الحرب إلا بانتصار الحق والعدالة. وأم درمان، بكل ما قدمته من تضحيات، ستظل شاهدًا على أن الشعب الذي يؤمن بحقه لن يهزم. الحياة هنا لن تتوقف، وستظل كرري وأم درمان عنوانًا للصمود، حتى تشرق شمس الحرية والسلام على أرض السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى