الخبير الاستراتيجي د عبدالقادر ابراهيم يكتب ..لم يبق للرجل سوى البكاء على اطلال امبراطورية ذهبت مع الريح

كتب الخبير الاستراتيجي د عبدالقادر ابراهيم :
كما في خطابه الأخير بدا ( المتمرد حميدتي) يائسا ومرتبكا ومتناقضا فعلى سبيل المثال اتهم جهات لم يسمها بدعم القوات المسلحة.. لا لشئ سوى ان يبرر عمالته للخارج و انصياعه لتعليمات الاجنبي.. لأن الرجل لايعرف حدود المسموح به للدول والجيوش الرسمية من المحظور علـى
المليشيات وامراء الحرب.
كان المتمرد قبل عامين هو الرجل الثاني في الدولة مع أسرة هي الأغنى عالميا يملك الدرهم والدولار ويسكن القصور التي تجري تحتها الأنهار .. وتحت إمرته جيـش جـرار بترسانة لا تملكها كل دول الجوار ، وكتائب مرتزقة من كافة الجنسيات مجهزة لانقلاب، خاطف مع تشوين كامل معد
بعناية لحرب طويلة .
مقابل جيش رسمي بعدد قليل وتسليح شحيح تكاد تتخطفه المليشيات ويتفرق دمه في الحركات.. مع قيادة محاصرة وعاصمة تم احتلالها وجوار خائن وحصار دولي خانق يبخل عليه حتى بالرصاصة بالبيع أو بالمقايضة.
وللتاريخ فإن هذا الجيش العظيم انتصر متوكلا على ربــه معتمدا علي دعم شعبه.. فقد وقف الأشقاء والاصدقاء مابین شامت او متواطئ او خائف.. ولم يجد من يمد له يد العون او يكف عنه يد الغدر والعدوان فهب له رجال أعمال وطنيون بررة مضوا على خطى (ذي النورين) فجهزوا
جيش العسرة السوداني ودقوا صدرهم، وفتحوا حساباتهم ووضعوا كافة إمكانياتهم تحت تصرف المجهود الحربي.
سيكون من واجبنا أن نكتب أسماءهم في قوائم الشرف أسوة بالمجاهدين ومن بذلوا الدم والروح..
امــا المضحك في حديث المتمرد حميدتي فهو تهديده باحتلال الشمال والشرق .. فالذي فشل فيه وهو في اوج جبروته وطغيانه لن يفلح فيه بعد انكسر ظهر المليشيا وشربت كاسات المنايا وتجرعت الهزائم المرة في كل مكان.
لم يبق للرجل سوى البكاء على اطلال امبراطورية ذهبت مع الريح.