جمال عنقرة يكتب .. حكومة الأمل .. الفصل بين المهام

تأملات
جمال عنقرة
حكومة الأمل .. الفصل بين المهام
صحيح ان مصطلح (حكومة الأمل) أطلقه الدكتور كامل ادريس وصفا للحكومة التي يقودها، وكما هو معروف ان رئيس الوزراء يقود الجهاز التنفيذي للدولة وليس له علاقة بالجهاز التشريعي ولا السيادي ولا القضائي، وهم معا يشكلون اركان وأضلاع الحكومة، وفي حالة بلدنا، وفي هذا العهد فان مجلس السيادة بمكونيه العسكري والمدني يمثل الجهاز السيادي للدولة، ويتولي الشأن السياسي، ويشكل مع مجلس الوزراء الجهاز التشريعي للدولة، ويقود رئيسه مع زملائه العسكريين معركة الكرامة دفاعا عن الأرض والعرض والنفس والمال والسيادة الوطنية، ومع ذلك استعرت عبارة السيد رئيس الوزراء الدكتور كامل ادريس (حكومة الأمل) تعبيرا عن كل قيادة الدولة وليس مجلس الوزراء وحده، ذلك ان الامل المرتجي لن يحققه طرف واحد بمعزل عن الآخرين، ولن يتحقق الامل ما لم يضطلع كل طرفه بمهامه كاملة.
والمدخل لهذا التقسيم المطلوب للمهام ان يعرف كل طرف المهام التي تقع تحت مسؤوليته، ويقع عليه عبء القيام بها، وما دعاني لكتابة هذا المقال اني أري كثيرا تدخل أطراف حاكمة في غير ما يعنيها، وهذا يبدد الجهد، وقد يحدث تقاطعات تضر بالمسير.
ودون الدخول في ماذا فعل هذا من غير اختصاصه، أبدا بما قلت به سابقا وفي اكثر من مقال، ألا يشغل الدكتور كامل ادريس نفسه بأي شيء غير عمل الجهاز التنفيذي، فهو ليس له علاقة بالشأن العسكري، ولا أظن انه يفهم فيه شيئا، وليس مطلوبا منه الدخول في معمعة السياسة السودانية، ولا تعقيدات الإدارة الأهلية، وما شاكلها من مكونات المجتمع المدني، ولا بالحوار السوداني السوداني، فهولاء يشغلونه عن مهامه الرئيسة، وهم يخصمون منه ولا يضيفون له شيئا.
مجلس السيادة تقع علي عاتقه كل اعمال السيادة، ويقود رئيسه البرهان ومعه رفقاؤه العسكريون الحرب، وقد ابلوا في ذلك بلاء عظيما يشهد به القاصي قبل الداني، ويترك لنائبه الحكيم الخبير عقار وزنلائه المدنيين الشأن السياسي، وكل ما يتعلق بوحدة الصف الوطني، وبهذه الطريقة يتقاسم أطراف حكومة الامل المهام التي لو نحج كل في ما يتولاه يتحقق الامل باذن الله القادر الكريم .