وزارة العدل: حارسة الكرامة وصاحبة القلم المستقيم.. نقول للوطن :ما زال فيك ما يُحب، وما زال فيك ما يُبنى.. بقلم.. علي صلاح البخيت

ما يزال السودان، رغم الجراحات الغائرة والتحديات المتعاقبة، يحمل في طيّاته بذور الأمل، ويحتضن بين جوانحه وطناً يستحق الحياة، والحلم، والبناء. وطنٌ عظيم لم تُفلح المؤامرات في طمس هويته، ولم تنل منه العواصف مهما اشتدت. السودان باقٍ، ما بقيت في الأرض جذورٌ تنبض بالعزة، وما بقيت في قلوب أبنائه شعلة من إيمان.
في هذا المشهد الوطني الملتهب، تبرز وزارة العدل كإحدى ركائز الصمود، ودرع من دروع الدولة الحامية لكرامة المواطن وهيبة الوطن. إنها ليست مجرد مؤسسة بيروقراطية، بل هي منصّة تُدار منها معركة الكلمة الحقة، وحصنٌ تتكسر عند بواباته كل محاولات التزييف والافتراء.
وزير العدل، ومن معه من كوادر قانونية وحقوقية، يتحركون في الداخل والخارج، لا كموظفين، بل كمجاهدين في سبيل الحقيقة، وكممثلين لضمير وطنٍ يأبى الانكسار. إنهم الجنود المجهولون في معركة المستندات، يسهرون من أجل أن تكون الكلمة الأولى والأخيرة للحق، وأن تُرفع راية السودان عالية، لا تهزها تقارير مضللة، ولا تُلطخها مزاعم مفبركة.
إن الانتصار في معركة المستندات ليس مجرد ترف قانوني، بل هو جوهر المعركة الوطنية الشاملة. ففي زمنٍ أصبحت فيه الكلمات تُحاكم، وتُشهر المستندات كسيوف، فإن وزارة العدل تُدير هذه الحرب باحتراف، وتنتزع الاعترافات من أفواه الوثائق، وتُثبت أن الكلمة قد تهزم الرصاصة، وأن الحجة إذا صلحت، تُعري الباطل مهما تجبر.
بهذا القلم المستقيم، تُكسر شوكة الأعداء، وتُذل الوجوه التي تطاولت على السودان زوراً وبهتاناً. لا الداخل المتآمر ولا الخارج المتربص يستطيع أن يصمد أمام عدالة موثقة، وقانون قائم على الشفافية والمشروعية.
السودان باقٍ… والقوات المسلحة والشعب هم أصحاب القرار
السودان لم يُكتب له الانتهاء، بل كُتب له البقاء، بدماء شهدائه، وصبر نسائه، وصلابة جيشه، ووعي شبابه. إن القرار في يد أبنائه، لا في يد من أداروا الظهور أو تقاطعوا مع أجندات الخارج. وإن القوات المسلحة، بما تمثله من رمز للسيادة، والشعب بما يمثله من أصل وأساس، هما وحدهما من يقرران المصير، لا غيرهما.
ما زال في السودان ما يُحب، من ترابه، وناسه، وقيمه. وما زال فيه ما يُبنى، من مؤسسات، وعدالة، وسلام. الحلم لم يمت، بل يتجدد مع كل شروق، ومع كل كلمة عدل تُقال، ومع كل موقف حق يُتخذ.
وزارة العدل اليوم ليست فقط أمام امتحان القانون، بل أمام اختبار التاريخ. فإما و ستكتب أسماء رجالها ونسائها في صفحات المجد ولا تُترك المساحة للفراغ أن يُعيد إنتاج الهزائم. ونحن على يقين، بأن هذا القلم الذي انطلق لن يتوقف، وأن هذا الوطن الذي نحلم به سيُبنى…
ودمتم