بيت الشورة
عمر الكردفاني
كهرباء بورتسودان ونظرية الزيت المسكوب
وتقول الطرفة أن الطفل الذي ارسلته والدته لشراء زيت من الدكان القريب (وكان الزيت يحمل على آنية مفتوحة ) ولدى عودته وجد الدافوري مسخن فأخذ له شوط ساخن انطبع على مظهره المغبر ولما سألته والدته عن التأخير وعن اتساخ منظره قال لها :لقد سقطت على الطريق فسألته ؟ولم لم ينسكب الزيت قال :لقد وضعته ثم سقطت فعدت وأخذته .
ويبدو أن مسؤولي كهرباء بورتسودان عملوا بذات النظرية فقد وضعوا خلفهم مشكلة التوليد ثم سقطوا في امتحان التوصيل وهو أمر اداري بحت ولا يشكل الجانب الفني فيه إلا القليل هذا اذا كان المسؤول عن الأمر مهندسا مختصا أما إذا كان (جربنديا ) فسوف يسقط في هذا النوع من الامتحانات ،لان مسألة التوصيل والاحمال التي تحدثوا عنها ما هي إلا مسألة تخطيط يمكن لطالب اولى هندسة (كهربائية) أن ينجزها خاصة وأن ما يحتاجه من معدات يمكن أن يعبر البحر في ثلاثة أيام إذا تدخلت الحكومة (المتاحة ) ،ومن ناحية أخرى وبرغم معارضتي الشديدة للبارجة التركية باعتبارها اهدارا للمال العام مقابل محطة ،(كلاناييب )فلقد علمت أن البارجة يمكنها توفير أضعاف الطاقة المطلوبة منها إذا توفر المال اللازم وتلك مسألة أخرى كما لا ننسى أن معظم المدن التي كانت تستهلك الكهرباء القومية الآن خارج الخدمة أي أن هنالك وفرة في إنتاج الكهرباء إلا أن ناس (الاحمال) لا يستطيعون نقلها إلى المستهلكين ،وهنالك مسألة أخرى هي مشكلة (الجبادات) اي اولئك الذين يسرقون الكهرباء من الأسلاك الرئيسية مباشرة وهنا ايضا هي مشكلة إدارية بحتة على إدارة الكهرباء أن تحلها بواسطة الجهات المختصة .
ثم ماذا بعد هذا ؟
اخي سعادة والي الولاية اتمنى منك أن (تقطع ثم تقوم بالقياس) كما تقول الطرفة بأن هنالك جهات تقطع رأس كل من زاد طوله عن الخمسة أمتار ولما سئل الفارين وهم بالطبع كلهم أقل من مترين ،عن سبب فرارهم قالوا أن أولئك يقطعون رأس الشخص اولا ثم يقيسون طوله ،فاتمنى أن تبدا القطع الآن بدءا من وزير البنى التحتية مرورا بمدير عام الكهرباء وصولا إلى مهندسي (الاحمال) وبعد ذلك يمكنك البحث عمن تسبب في الأزمة لأن هذه الأزمة قد أفسدت عليك خطتك الطموحة :الأمن ثم الأمن فالصحة والتعليم ،لان الكهرباء تدخل في الثلاثة أمور السابقة لذا عليك أن تعاملهم معاملة الفارين يوم الزحف ثم تبحث عمن يقوم بهذه المهمة اليسيرة وستجد الآلاف ممن يسدون الفرقة ويسدون عين الشمس
