بيت الشورة عمر الكردفاني رسالة جمركية …بالانتاج لن نحتاج

بيت الشورة
عمر الكردفاني
رسالة جمركية …بالانتاج لن نحتاج
هنالك مسؤولية ضخمة ملقاة على عاتق الإعلام السوداني للتبصير ببعض ما يجب أن يعلمه الشارع السوداني ،إذ أننا كاعلاميين انجذبنا إلى ميادين السياسة والرياضة بكل ما تحمله من مغريات معروفة واهملنا ما يلينا من رسالة سامية أهمها قيادة الرأي العام والبحث عن الجوانب الخفية في المجتمع واولئك الذين يحبون العمل في صمت ،خاصة وان الشارع السوداني شارع مثقف وواع وقد يبزنا (أشعث اغبر) في ميادين المعرفة والمعلومات العامة ،الجمارك السودانية إحدى الميادين التي ظلمها الإعلام بحجة (ممنوع الاقتراب والتصوير) لذا نسجت حولها الكثير من الأساطير التي قد يعلمها الكثيرون ومنها ما قاله لي صديق قبل أيام في معرض البحث عن شقة للايجار فقدم عرضه بالدولار قائلا :الجمارك دي محل الدولارات ذاتو,والمسكين لا يدري أن قوات الجمارك مثلها كأي مؤسسة حكومية تقف في الصف آخر الشهر للتصديق المالي بالمرتبات والمنصرفات الأخرى ،والجمارك من دون كافة المؤسسات ليس لديها حساب خاص او خزنة للايرادات الحكومية وليس لديها أي فرصة لل(تجنيب) ولا ينبغي لها لانك حينما تدفع ما عليك من رسوم فإنها تذهب مباشرة إلى البنك المركزي وتصبح في الحال ضمن ميزانية الدولة ، هذا عدا عن أن معظم الرسوم إنما تتحصلها قوات الجمارك لجهات أخرى أولها الضرائب بالطبع وجهات أخرى لا حصر لها ،وحديثنا اليوم عن ضرائب الإنتاج وهي ايضا فئة ضريبية حكومية منصوص عليها في قانون الجمارك وهي من أكثر الرسوم حيوية إذا صح التعبير لأنها تعنى بالمواد الخام التي تتحول إلى منتج صناعي اي تكتسب قيمة مضافة وبالتالي إذا تم تصديرها فهنا تصبح الفائدة أكثر ،وهي أننا إذا صدرنا محصولنا الخام مثلا بعد أن قمنا بتحويله إلى منتج وما يعني ذلك من عمالة وحراك اقتصادي ومن ثم خروج المنتج بالعبارة المرتجاة :صنع في السودان ،ومن الأمثلة التي تجلب الفخر صناعات الزيوت والحلويات (الطحنية) وبودرة الصمغ العربي التي لو استطعنا كبح جماح تهريبها لامتلكنا العالم الذي لا يستطيع تصنيع دواء او غذاء دون الصمغ العربي ،وحتى عندما حدثت المقاطعة الشهيرة لبلادنا من قبل الولايات المتحدة أضطرت الأخيرة إلى استثناء سلعة الصمغ العربي من المقاطعة وحرمتنا حتى أدوية الاطفال ،الحديث عن ضرائب الإنتاج قد يطول ولكن هنا لابد من الإشارة إلى أن ضريبة الإنتاج يتم تحصيلها من المصانع مباشرة لذا فهي مرتبطة بهذا النشاط الحي والدال على أننا شعب منتج ،وموادنا الخام التي تحتاج إلى تصنيع داخل البلاد أكثر مما تحصى إذا بدأنا بالمنتجات الزراعية والغابية مرورا بالتعدين وصولا إلى اليورانيوم فإن ذلك يعني أننا نعلم الآن لماذا هذه الحرب الضروس علينا ،انها حرب الموارد يا سادة لأننا اليوم اصبحنا نستورد حتى المياه المعبأة في قوارير بعد أن دمرت المليشيا الغاشمة كل مصانعنا ،ولكن يجب أن لا نتوقف عند هذه النقطة طويلا بل يجب أن نحول هذه الحرب إلى الجانب الإيجابي نبدأ عصفنا الذهني منذ الآن فيما يجب أن نفعله بعد الحرب .
ثم ماذا بعد ؟
اكرر دعوتي للزملاء الإعلاميين بمختلف ضروب تخصصاتهم إلى اقتحام كافة مجالات العمل في البلاد والعمل على صنع الأحداث لا انتظارها ،فالان نموذج وزارة الداخلية ظاهر للعيان إذ أصبح الاعلاميون جزء من صنع الأحداث في اضابير الوزارة ،لذا علينا اقتحام بقية الوزارات لتنظيم الورش والسمنارات ،ليست هنالك حرب إلى الابد وما دمنا نملك هذا الجيش القوي والقوات النظامية المساندة فعلينا اولا العمل على دحض الحرب النفسية من جانب والاستعداد إلى ما بعد الحرب من جانب آخر ،لان استعدادنا لما بعد الحرب يعني بعدا كبيرا من الحرب النفسية ضد الغزاة الغاشمين قاتلهم الله انى يؤفكون .