مقالات الرأي

بيت الشورة/عمر الكردفاني:شيخ الأمين

بيت الشورة

عمر الكردفاني

شيخ (اللمين)

ينطق اسمه هكذا من الجميع ، من يحبه ومن يبغضه ،دارات حوله الكثير من الاخبار والتكهنات أثناء هذه الحرب اللعينة وقد اتهمه البعض بموالاة المليشيا إلا أن الأمر الذي تكشف بعد ذلك انبى ان الرجل كان يؤدي دورا اجتماعيا ليس إلا .
لم التق بشيخ الامين الا لماما وكان رأيي فيه غير واضح من حيث تقلبات أمور الرجل والأخبار التي تترى عنه إلا أن ما بدر منه خلال الحرب كشف لي عن معدن اصيل له حتى قبل أن يفصح هو عن دوره في إيواء المساكين والوقوف مع جيران الخلوة بل وحتى (ممالاته) وليس موالاته للمليشيا وذلك اكتفاء من شرها المستطير ،فقد كنت التقط كل الاخبار الواردة عن شيخ الامين فأجد أن السلبية منها غير ذات مصداقية عكس الاخبار الإيجابية .
وفي رأيي أن شيخ الامين إنما نصب نفسه مصلحا اجتماعيا قبل أن يكون دينيا شأنه شأن شيوخ القبائل وعمدها ونظارها ،الذين يوالون من يوالون فقط من أجل مصلحة القبيلة والحمد لله قبيلة شيخ الامين كانت كل السودانيين ،فقد حدثني من قبل الناظر مختار بابو نمر أنهم كنظار قبائل يعملون المستحيل من أجل الحفاظ على كيان القبيلة وقال مازحا أنني استحق السجن عقب كل زيارة أو محفل لأنني اكون قد استدنت حتى اكفي ضيوفي ،وقد نرى الان نظار قبائل كردفان ودارفور وهم مضطرين (لممالاة) وليس موالاة المليشيا من أجل الحفاظ على كيانات قبائلهم وذلك لأنهم اصلا أمام أمر واقع وقد استباحت المليشيا أراضيهم فليس أمامهم سوى ممارسة (التقية) حتى ينجلي الأمر.
نعود إلى شيخ الامين الذي تدور حوله الاخبار والتكهنات وهو (ينام ملء عيونه عن شواردها) يستقبل الضيوف ويتفقد الجيران ويضم الحيران ويذود عن ممتلكات أهل المنطقة وعلى وجهه ابتسامته المحايدة حتى لا يضطر إلى التكشير وهو يتقطع الما من الداخل وهو يرى الاوباش وهم يجوسون خلال الديار التي كان يحلم بان تصبح جنة من جنان العاصمة السودانية ام درمان ،والان وقد تكشف الأمر فأتمنى أن ينصف السودانيون شيخ الامين وان يمنحه الإعلام وسام بطل الحرب والسلام .

ثم ماذا بعد ؟
وانا اهم بكتابة هذا العمود قرأت عمودا رائعا للاخ الاستاذ صلاح حبيب وهو ينقل خبر تكريم أسرته للشيخ الامين بسبب وقفته الشجاعة مع أهل المنطقة أثناء اجتياح اوباش الدعم السريع ،وتكريم أسرة صلاح حبيب يوضح لنا المقولة الخالدة (إن انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا) فاسرة الزميل صلاح حبيب أسرة عريقة وكريمة ومعطاءة وهنالك قصة شهيرة عن والد الزميل صلاح حبيب الذي خلع جلبابه ناصع البياض أمام الملأ امام المسجد وألبسه لفقير كان يطلب شيئا يستر به عريه ،لم يتوانى الانصاري القح في أن يتخلى عن أناقته المعروفة من أجل إغاثة ملهوف ،اسرة كهذه عندما تكرم شيخ الامين فليس أمامنا إلا أن نتبعها لأن التشبه بالرجال فلاح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى