كتب : د. عبدالقادر ابراهيم
الحفاوة السعودية اللافتة بالضيف السوداني الكبير في زيارته للرياض امس كانت عنوانا بارزا للحظة تاريخية فارقة في علاقة البلدين الشقيقين.
كان البرهان يلبي دعوة من شقيقه ولي عهد السعودية سمو الامير محمد بن سلمان في زيارة يوم واحد بجدول اعمال مزدحم للغاية .. ان قمة البرهان وبن سلمان ستقطف ثمار قمة البيت الابيض الاخيرة التي جمعت ولي عهد المملكة مع
الرئيس الامريكي وهي القمة التي سحبت البساط من تحت اقدام كثيرين ونزعت قناع التضليل الاسود الذي كان يحجب بصر ترامب عن رؤية الاوضاع السودانية على حقيقتها.
وباتت معها الطريق سالكة ومهيئة لتحجيم الكفيل الاقليمي للتمرد وادراج المليشيا على لائحة الارهاب الدولي واعلانها منظمة ارهابية واقتياد قادتها للعدالة..
لقد حظيت قمة البرهان وبن سلمان باهتمام دولي واقليمي كبير وبتغطية واسعة كونها محطة فارقة في مسار الاحداث السودانية العاصفة وتداعياتها علي الامن المحلي والاقليمي. قمة من شانها وضع تدابير ضامنة لأمن البحر الاحمر وسواحله وجعلها بمنأى عن النزاعات والمليشيات والقراصنة وحرب
المخدرات.. تأتي القمة لتعطي الضوء الاخضر لتفعيل مجلس التنسيق المشترك وإعلان شراكة استراتيجية مستدامة تجمع عملاق النيل مع عملاق الخليج وقاطرة الشرق الاوسط.. واطلاق
صافرة البداية لتعزيز التعاون الاقتصادي.
تجئ هذه البشريات في وقت تخمد فيه نيران الصراع في السودان وتقترب ساعة الحسم لصالح الجيش الوطني ولصالح دولة المؤسسات.. مع تباشير فترة اعمار زاهية ومواسم استثمار زاهرة.
امطار الرياض التي هطلت مدرارا كانت بشارة خير تغسل عن عيون السودان الدم والدموع والأحزان.
