مقالات الرأي

انتصر بكل فخر واقتدار بقلم: سامي إمبابي

انتصر بكل فخر واقتدار بقلم: سامي إمبابي

شهدت بطولة كأس العرب في قطر حدثاً مهماً تمثّل في فوز منتخب السودان على نظيره اللبناني، وهو انتصار تجاوز إطار الرياضة ليصبح رسالة معنوية عميقة لشعب يعيش ظروف الحرب وما يصاحبها من تحديات قاسية. جاء هذا الفوز في وقت يحتاج فيه السودانيون لأي لحظة تعيد لهم الأمل، فكان حضور المنتخب على الملعب بمثابة صوت لبلد يرفض الانكسار رغم الجراح.

يمر السودان بمرحلة استثنائية تتزايد فيها المعاناة الإنسانية وتتشتت فيها الأسر وتُثقل المدن والقرى بآثار الحرب. ومع ذلك، قدّم المنتخب صورة مشرفة، وأداءً قوياً يعكس إرادة شعبه وثباته، مؤكداً أن الروح السودانية قادرة على البقاء والتميّز حتى في أحلك الظروف.

هذا الانتصار لم يكن رياضياً فقط، بل كان تعبيراً عن صمود شعب كامل:
فقد أحيا في نفوس السودانيين شعور الفخر والانتماء، وذكّر العالم بأن السودان حاضر وقادر على المنافسة، وأن هويته أقوى من محاولات طمسها أو كسرها.

وفي كل الميادين يثبت السودان قدرته على الصمود:
فكما انتصر المنتخب داخل الملعب، انتصر السودان في ميادين أخرى أشد ضراوة. وفي ساحات القتال، واجه السودان – بإمكانياته المتواضعة – دولاً دعمت التمرد بالسلاح والعتاد، لكنه وقف أمامها بثبات، وأفشل كثيراً من المخططات التي استهدفت أمنه ووحدته. وبهذا يرسل السودان رسالة واضحة:
السودان ليس ليبيا ولا اليمن… السودان قوي برجاله وصموده وإيمانه.

ومع مرور الزمن، ستعلم الأطراف كلها كيف وقف السودان أمام مخطط كبير كان يستهدف المنطقة بأكملها عبر بوابة الحرب فيه، وكيف تحمّل الشعب فاتورة كسر هذا المخطط دون دعم خارجي ولا سند سياسي. فقد كان السند الأول والأخير هو الله، ثم إيمان السودانيين بأن وطنهم يستحق التضحية والثبات.

وبهذا، فإن انتصار المنتخب هو امتداد لروح واحدة:
روح بلد يقاوم، وشعب لا ينهار، وأمة تعرف طريقها مهما تعرّضت للعواصف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى