دولة الظلم ساعة

بقلم : أمنية مصطفى
توجهت الافئدة يعتصرها الألم نحو فاشر السلطان علي دينار قلعة القرآن ودارفور الخيرا للقريب والداني
المناظر التي رأيناها والسلوك الغير إنساني الذي انتهجته المليشيا في الانتقام من المدنيين العزل بمدينة الفاشر كفيل بأن يهز كل العالم وأصحاب الضمائر الحية .
تلك المدينة سيذكرها التاريخ بأنها شكلت ملاحم عظيمة في الصمود في وجه الغدر والخيانة والعقوق وتصدت لحوالي ٦٠٠ هجمة متتالية .
ما حدث في الفاشر يفضح أكاذيبهم وادعاءاتهم ويظهر ما تعتمل به نفوسهم الصدئة التي لم تتواني في إباحة القتل وهتك الأعراض.
عانت الفاشر الحصار والجوع لدرجة أن أصبح طعام الحيوان والانسان سواء
ويحدثونك عن ( تأسيس والعدالة ) عن أي عدالة تتحدثون وأي شعب ستحكمون .
هل ستحكمون شعباً شردتم شبابه ونكلتم بنسائه وشيوخه وقتلتم اطفاله بوحشية ودم بارد علي مرأي ومسمع العالم !!
لا تحدثونا عن السلام ولا تتشدقون بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية .
فلن يغفر السودان لابن عاق رضع من ثديه وتنكر له بل كان أول من قضي عليه وباعه من أجل دراهم بن زايد ومن شايعه من اصحاب الأطماع والمرتزقة .
أهم درسٍ تعلمته من التاريخ أن الله سبحانه يُملي للباطل كي يرتفع لأنه يريدُ له سقوطاً مريعاً.
ويُنبتُ الحق على مهل لأنه يريد له وقوفاً راسخاً.
فقصة (موسى) و(فرعون) تتكررُ في كل عصر فالذي كان يتبجح قائلًا : (أنا ربكم الأعلى) غرق على مرءاً من الطفل الذي بكى يوماً في قصره يريد أن يرضع!!
فحتماً سينهض السودان كطائر الفينيق من تحت الرماد والركام بدعوات الصالحين وأهل الحق
ليكتب صفحة جديده في تاريخه من البسالة والتضحيات .
ويعمره بنوه الخُلص بعرقهم وكدهم ليظل الي قيام الساعة رمزا للكرم والمحبة والقيم السمحة.
ونلتقي.



