غرفة الطوارئ والبناء بمحلية الميرم والمجلس النرويجي لشؤون اللآجئين (NRC) يتعاونان على سد الفجوة في الخدمات الصحية بمستشفى الميرم الريفي

تقرير / الصادق محمد حسن
التعاون أو الشراكة أو قل المبادرات كلها كلمات يسعي القائمون عليها لتقديم خدمة في مناطقهم تليق بمواطنيهم، وهي إنعكاساً لثمرة التجارب والخبرات التي يطرحها المجتمع المحلي الذي يعاني من ضعف الخدمات أيًا كانت تنموية ، خدمية تعليمية أو صحية، يتقدم بها للمنظمات التطوعية محلية، إقليمية كانت أم دولية بالطبع.
العلاج هو الركيزة
ولما كانت الصحة والعلاج هما الركيزة الأساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وتوفير رعاية فعَالة في محلية الميرم بولاية غرب كردفان، إبتدرت غرفة الطوارئ والبناء بالمحلية خطة تعاونية وشراكة جوهرية بينها المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين (NRC)، للإستفادة من الموارد العالمية والمعرفة المحلية لسد الفجوة في الخدمات الصحية الرديئة، إلى جانب تهيئة بيئة العمل الصحي داخل المؤسسات الطبية، بالتركيز على مستشفى الميرم الريفي.
رؤية مقنعة
جاءت خطة غرفة الطوارئ والبناء بمحلية الميرم، متضمنة مرحلة صيانة المستشفي بشكلٍ كامل، حيث شملت إلى جانب أعمال الصيانة، التوصيلات الكهربائية وتحديث البنية التحتية للمبنى، وتوفير بعض معدات العمل الضرورية.
الرؤية التي قدمت للمجلس النرويجي لشؤون اللاجئين (NRC)، مقنعة ويمكن تنفيذها مما جعل المجلس النرويجي أن يستجيب لها بسرعة ووفر عدد عشرة سرير طبي و”ملايات”، وذلك ضمن مشاريعه الداعمة للقطاع الصحي في المنطقة.
من جانبها عبرت غرفة الطوارئ والبناء بمحلية الميرم، عن إمتنانها لتلك الخدمات، وأوحت أن أول الغبث قطرة، مبينة أن تلك الدعومات ستسهم فى رفع كفاءة تقديم الخدمات العلاجية واستقبال المرضي في بيئة أكثر راحة ونظافة.
ومن نافلة القول إن تضافر الشباب والمجتمعات لإيجاد حلول مستدامة تلبي الاحتياجات الفعلية للسكان أمر تمليه الإنسانية والوطنية، كما تلعب المنظمات المحلية وغرف الطواريء دورًا فى بيان وتوضيح المعلومات الإحتياجات المطلوبة خاصة وأن المجتمع يُشكل الطرف الأهم في المعادلة، فبدون مشاركته يصبح أي تدخل خارجي غير فعًال وغير مجدِ.
ما بين المنظمات والمجتمع
وتمثل المنظمات الإقليمية الوسيط الدلالي بين المجتمع والمنظمات الدولية التي من شأنها الإضطلاع بأدوار حيوية لا يمكن للمجتمعات المحلية منفردة القيام بها، لا سيما توفير الموارد والدعم المالي وتمويل شراء المعدات الطبية والأدوية الأساسية، وتأهيل البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية المتضررة أو ضعيفة الأداء، كما أن المنظمات العالمية تتيح فرص نقل المعرفة وتبادل الخبرات والعالمية، والخبرات في إدارة الأوبئة والأمراض المستوطنة، إلى جانب بناء القدرات وتدريب الكوادر والمحلية على أحدث التقنيات والإجراءات، مما يرفع من جودة الرعاية المقدمة محليًا ويضمن استدامتها، وتمويل المشاريع كاملة.
هذا ويشكل دعم حالات الطوارئ والاستجابة السريعة من المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين (NRC)، حائط صد أولي لحالات الأزمات والكوارث والأوبئة التي تتحسب غرفة الطواريء لمكافحتها، وهذا يساهم في السيطرة على إنتشار الأمراض.
لأن أفراد المجتمع والمتطوعون المحليون ملمون بالتحديات، والعوائق الثقافية، وعلى دراية بطرق الوصول الى الأماكن التي يصعب الوصول إليها، كما يعرفون أكثر الأمراض إنتشارًا، والتي يتوجب توجيه المساعدات إلى أماكنها الصحيحة. لذلك هم بمثابة جسور الثقة والتواصل بين السكان والجهات المقدمة للخدمة.
التضامن لمواجهة الأزمات
أخيرًا إن تعاون المجتمع المحلي ممثلاً فى غرف الطوارىء والمنظمات المحلية وبين المنظمات الدولية لتطوير الخدمات الصحية ضرورة أخلاقية ووطنية. فالموارد الدولية تحتاج إلى المعرفة المحلية لتكون فعَالة، والجهود المحلية تحتاج إلى الدعم الدولي لتحقق أثرًا واسعًا ومستدامًا.
وحتي تكتمل هذه الحلقة وتأتي ثمارها لابد أن تُبرهن غرف الطوارئ وهنا أعني غرفة طوارىء الميرم بالتحديد أن تكون مرنة ومتضامنة مع المجتمع في مواجهة الأزمات التي تمر بها محلية الميرم ويعاني منها مجتمع الميرم، ولا تلتفت إلى المخذلين وقاصري النظر فالبناء من طوبة.



