عمر عبدالقيوم.. شاب الكرامة الذي جمع بين الواجب والعلم

الرمال المتحركه
كتب : دكتور/ يوسف قرشي محمد
في زمنٍ تتزاحم فيه المحن وتختبر الأقدار معادن الناس، يسطع اسم الشاب عمر عبدالقيوم كواحد من الوجوه النادرة التي جمعت بين الإنسانية والعطاء والتفوق العلمي. فبينما كانت نيران الحرب تشتعل في ربوع السودان خلال حرب الكرامة، اختار عمر أن يكون في صفّ خدمة الناس، لا على مقاعد الانتظار، فكان حيث يحتاجه الآخرون: في الشوارع، والمنازل، والمراكز التي تؤوي الأسر المنكوبة وحفر القبور يعمل بحيويه مفرطه وادب واحترام غريب قلما تجده في وقتنا الحالي.
لم يكن يحمل سوى قلبه النقي وإرادته الصلبة، يساعد كبار السن، يوزع الطعام والماء، ويشارك في حملات الإسعاف والإغاثة بكل حماس الشباب ووعي المسؤولية. كان يؤمن أن الوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالمواقف الصادقة حين يشتدّ الخطر.
ورغم تلك الظروف العصيبة، لم يُغادر عمر ميدان العلم. فقد أصرّ على مواصلة دراسته وسط انقطاع الكهرباء وشحّ الإمكانات، حتى جاء يوم الحصاد، ليُعلن نجاحه الباهر في امتحان الشهادة السودانية واحرازه نسبة 93%، نجاحاً حمل طعم التضحية والعزيمة التي لاتوهن ولا تلين أكثر من أي رقم في كشف الدرجات.
نجاح عمر ليس مجرد إنجاز أكاديمي، بل هو رسالة أمل جيلٍ كامل؛ جيلٍ يؤمن أن الوطن يمكن أن ينهض بأبنائه المخلصين، الذين لا يفرّقون بين خدمة الناس والمثابرة من أجل مستقبلهم ورسالة وعي لبعض ابناء جيله العاقيين الذين كرسوا جهودهم في نهب اموال الناس ومعاونة مليشيا الدعم السريع .
فألف مبروك لعمر عبدالقيوم هذا التفوق المستحق، وتهنئة من القلب لشابٍ أثبت أن من يخدم الناس في وقت الشدة، يستحق أن يكرّمه النصر في وقت الفرح والتهنئة موصله لاسرته الكريمه ولوالده عبدالقيوم وربان الاسره الكبير الشيخ احمد صبار مربي الاجيال.
هذا هو الجيل الواعد الذي نقارع به الباطل وتتقاذف دونه عاديات الغوائل…
نصر من الله وفتح قريب



