الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب..فشل المؤامرة ضد السودان في شقها العسكري لم يجعلها تيأس

الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب:
فشل المؤامرة ضد السودان في شقها العسكري لم يجعلها تيأس.. عملا بسياسة النفس الطويل للفوز عن طريق الانهاك.. فشلت الراجمات والمسيرات فلجأت المؤامرة إلى سلاح المخدرات..
وإذا كانت الحروب تفتك بالشعوب دون فرز فإن المخدرات سلاح انتقائي يختار ضحاياه من القوى الحية والفئات الشابة.. المخدرات سلاح غادر نقاد يختار شبيبة البلاد يتسرب سرا و يتسلل خلسة
فيغرقها بالسم الزعاف من حيث تدري ولا تدري.. وحين تنتبه المجتمعات للخطر تجد المخطط قد أهلك الحرث والنسل.. واصطاد الشباب فأخرج نصف الحاضر وكل المستقبل من معادلات التنمية
والبناء وحين ينتخب قطاع الطلاب فإنه يضرب الدول في أكثر قطاعاتها حيوية ووعيا ويجعلها خارج الخدمة. وبحجر واحد تفقد الدول سواعد البناء وعقول العلماء والخبراء.
ان السودان لا زال إلى الآن في عافية قياسا بدول مجاورة.. ولكن الخطر لا يزال ماثلا.. وما تركيز المخطط على السودان عامة إلا لأنه بوابة تطل على الخليج الثري بالمال وعلى القارة السمراء الثرية بالعيال.. وماتركيزه على ولايات الشرق خاصة إلا لأنها عبر القرون ظلت الحارس الأمين للبوابة الشرقية وحامية حمى الموانئ والسواحل.. ولأن انسانها هو حفيد سادة الزمان وملوك السودان وهو حفيد من دوخوا الامبراطورية البريطانية وكسروا المربع الإنجليزي المنيع.. ولشئ من ذلك فرض الاستعمار عليه متلازمة الفقر والجهل والمرض ومع ذلك لم يهتز يقينه ولم يتزعزع إيمانه.. بسودان موحد وبمستقبل مشرق.
إن عبئا مضاعفا يقع على عاتق وحدات المكافحة في الأجهزة الأمنية والشرطية بضرورة إحكام التنسيق والسيطرة على كافة المداخل والمخارج مع إنتباهة جادة وإعلان تعبئة شاملة عبر . من ثلاثة شعب، قانونية تغلظ العقوبة، وتعبوية إعلامية تفضح وتشرح وأخرى علاجية تختص بحالات الإدمان والانسحاب.. وما يقتضيه الحال من إنشاء مراكز للتأهيل لتخدم حتى دول الجوار
والقرن الافريقي خطة.
ان السودان قادر على تحويل هذه المحنة إلى منحة وخطر المخدرات إلى محفزات دفاع ومنصات إنطلاق.


