مقالات الرأي

بدر الدين عبدالقادر يكتب.. رحيل ايلا٠٠ حين يترجل فارس النهضة و التنمية

عبق الحروف

بقلم : بدرالدين عبدالقادر

برحيل الدكتور محمد طاهر أيلا، يطوي التاريخ صفحة ناصعة من سفر الإعجاز والإنجاز في مسيرة العمل السياسي والخدمي في السودان. أيلا، الذي ظلّ رمزًا للعطاء والإدارة الحكيمة، رحل تاركًا بصماتٍ لا تُمحى على خارطة التنمية، وشاهدًا على أن الإرادة حين تقترن بالإخلاص تصنع المستحيل.
من ولاية البحر الأحمر إلى الجزيرة الخضراء، ومن مقاعد الحكم المحلي إلى منصب رئيس الوزراء في آخر عهد الإنقاذ، ظلّ الرجل كالغيث؛ أينما وقع نفع، وحيثما حلّ ترك أثرًا عمرانيًا وتنمويًا يحدّث الناس عن همّته قبل أن يذكّرهم اسمه.
أيلا لم يكن مجرد سياسي أو إداري بارع، بل كان مدرسة في القيادة، تميّز بالصدق والجدّية، جمع الناس حوله بمحبته لا بسلطته، وبفعله لا بقوله. أحبّه البسطاء لأنه كان قريبًا منهم، ووقّره خصومه قبل مؤيديه لما عُرف عنه من نزاهة وعزيمة ووضوح رؤية.
واليوم، ينعاه الشعب السوداني بمختلف مكوناته الاجتماعية وتباين ألوان طيفه السياسي، في مشهدٍ نادرٍ يجتمع فيه الناس على رجلٍ رحل جسدًا، لكنه ترك سيرةً عطرة تفيض بالعطاء والتفاني، وتبقى شاهدًا على زمنٍ صنع فيه من التحدي فرصة، ومن الحلم واقعًا.
رحم الله أيلا، فقد كان رجل دولة من طرازٍ فريد، وحكايةً من حكايات الوطن الجميلة التي لا تنسى. ( وبلد مافيها ايلا ياحليلا)
رحمه الله بواسع رحمته وتقبله مع الصديقين والشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى