يا رئيس المجلس السيادي… التعليم يستغيث ✍️ بقلم: سامي إمبابي
يا رئيس المجلس السيادي... التعليم يستغيث ✍️ بقلم: سامي إمبابي

✍️ بقلم: سامي إمبابي
اليوم وقفت مذهول…
تفاجأت بأن رسوم تسجيل ابنتي في جامعة بحري الحكومية بلغت 300 ألف جنيه، ورسوم الدراسة نفسها 500 ألف جنيه!
يعني المطلوب من المواطن البسيط — الذي خرج لتوه من حربٍ دمرت كل شيء — أن يدفع (800 ألف جنيه) فقط عشان ولده أو بنته تواصل تعليمها؟
أسأل بكل صدق:
من أين يأتي المواطن السوداني بهذا المبلغ؟
الناس رجعت من النزوح، فقدت بيوتها، فقدت ممتلكاتها، فقدت حتى قوت يومها…
أين الرحمة؟ أين العدالة؟
يا سيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان،
نحن وقفنا مع الوطن يوم نادانا،
قدّمنا أبناءنا وأهلنا فداءً للأرض،
صبرنا على الجوع، وعلى النزوح، وعلى وجع الحرب،
لكننا ما كنا نتوقع أن يُكافأ هذا الشعب الصامد بقرارات تزيده ألماً ومعاناة.
هل جزاء الصبر أن يُحرم أبناؤنا من التعليم؟
هل صار التعليم في السودان لمن يملك فقط؟
أليست الجامعات الحكومية قامت لخدمة أبناء هذا الشعب لا لتزيد همومهم؟
نحن لا نطلب المستحيل،
نطلب فقط أن تنظر الدولة بعين الرحمة إلى حال الناس،
أن تخفف هذه الرسوم، أو تُعفي الطلاب المتضررين من الحرب،
لأن التعليم هو الأمل الوحيد الذي تبقّى لنا بعد كل هذا الخراب.
يا سيادة الرئيس،
التعليم ليس رفاهية،
هو الطريق الوحيد لبناء الوطن.
والوطن الذي يحرم أبناءه من التعليم، كمن يقطع شريان الحياة من جسده.
أنقذوا أبناءنا من الضياع.
خففوا عن الأسر التي لم تعد تملك شيئاً.
واجعلوا التعليم متاحاً لكل أبناء السودان،
فبالعلم تُبنى الأوطان، وبالرحمة تُحيا القلوب.