د. معاوية عبيد يكتب .. ديوان الزكاة السوداني يُغير معادلة المنظمات و الدراسات العالمية

صرير القلم : د. معاوية عبيد
ديوان الزكاة السوداني يُغير معادلة المنظمات و الدراسات العالمية
في وقت يشهد فيه العالم تصاعداً للحرب المفروضة علي الشعب السوداني منذ العام ٢٠١٩م و هي تستهدف البني التحتية و الاقتصادية و التنموية و تريد الدول الراعية لهذه الحرب بأدوات بني جلدتنا ان تنهب مواردنا الطبيعية التي حبا الله بها بلادنا ، إلا أن عناية الله و رعايته لهذا الشعب الكريم الذي توارث الكرم و الشهامة و الشجاعة كابر عن كابر منذ القدم و تأصلت هذه الموروثات بدخول الإسلام للبلاد و قوية شكيمتها بقوة إيمان أهلها بمعتقداتهم الدينية وبمورثاتهم الثقافية من الكرم و الشهامة والشجاعة و اكرام الضيف ونجدة الملهوف ويقول شاعرهم:
نحنا نشبع الفوج البيجينا جعان
نحنا صغيرنا راتع في الكرم خمجان
في شان البلد والله نموت موت الضان
وطلقانة النفوس شان رفعة السودان
و في زمن تكاثرت فيه الأقلام المأجورة و الكلاب المسعورة و الدول الحاقدة و غيورة التي رفع شأنها أبناء السودان في أعلي المقصورة ، ولكنها تحاول جاهدة تدمير البني التحتية للسودان حتي تمتص خيراته ، تلك الأقلام ووسائط الإعلام تطلق سمومها علي الشعب السوداني بأن المجاعة تضرب باطنابها علي المواطن السوداني و أن هنالك مجاعة كبيرة ستحدث في السودان بسبب اندلاع الحرب ، و تَحَدثُ كثير من المنظمات العالمية عن هذه المجاعة لحاجة في نفس يعقوب، و قال برنامج الأغذية العالمي في تقرير له عرضه في مايو من العام الحالي علي موقع [ الجزيرة نت] : (إن الحرب المشتعلة في السودان منذ عامين أدخلت هذا البلد في أكبر كارثة جوع في العالم، مؤكدا أن ( 638 ) ألف سوداني يواجهون جوعا كارثيا، وهو المعدل الأعلى في العالم
وحذر برنامج الأغذية من تهديد موسم الأمطار القادم للتقدم المحرز في مواجهة المجاعة في السودان، وقال منسق الطوارئ الإقليمي للبرنامج العالمي بالسودان إنهم “في سباق مع الزمن” مؤكدا الحاجة الملحة إلى زيادة مخزونه الغذائي قبل أن تغمر المياه الطرق وتصبح غير سالكة،وذكر ذلك المسؤول بالزيادة الكبيرة في حالات الجوع وتفشي الأمراض خلال موسم الأمطار العام الماضي ،وأضاف “نغطي حاليا ( 4) ملايين شخص، لكننا بحاجة إلى زيادة هذا العدد ليصل إلى (7 ) ملايين على الأقل في الأشهر المقبلة” ،وزاد مبينا أن البرنامج الأممي يحتاج إلى مزيد من التمويل، وإلا سيضطر إلى تقليص الدعم في الوقت الذي يحتاج فيه البرنامج إلى زيادة حجم المساعدات.
انتهي كلام منظمة (الاكذوبة) العالمية ، وهم يمنون أنفسهم أن تحدث مجاعة في السودان ويتم تدخل اممي من المنظمات التي تحمل السم في الدسم ، لكن هيهات ( القالك بلدنا جعان اداك صورة مقلوبة ) فعلا فقد انقلب السحر علي الساحر و قلبت الزكاة موازين المعادلة حيث استطاع ديوان الزكاة خلال السبع أشهر من العام الحالي تحصيل أكثر من (٢٨٥) مليار جنية بنسبة أداء (١٧٠.٥%) من المخطط و مثلت زكاة الزروع أكبر نسبة تحصيل في الجباية خلال هذه الفترة ( اي نعم الزروع تشكل أكبر نسبة تحصيل ) و بلغت نسبة الصرف علي مصارف الزكاة خلال الستة أشهر الأولي من هذا العام(١١٠%) من المخطط لأكثر من مليون أسرة ، و أيضا من ضمن تغيير المعادلة فقد سيرت الأمانة العامة لديوان الزكاة في شهر ربيع الأول قافلة نفرة الخير لخلاوي القرآن الكريم استهدفت القافلة (٨٤) خلوة بعدد عشرة ألف جوال ذرة ، كما سير ديوان الزكاة ولاية كسلا في نفس الشهر قافلة غذائية لخلاوي القرآن تجاوزت (٢٠٠٠ ) جوال ذرة بالاضافة لسلة غذائية لأكثر من ألف أسرة تضررت من جراء فيضانات القاش، و كذلك سير ديوان الزكاة ولاية القضارف نفرة عطاء الاحسان استهدفت أكثر من (١٥٥) ألف أسرة احتوت النفرة علي قافلة غذائية ذرة (١٠٠٠٠) جوال ذرة و سلة غذائية (مواد تموينية) بالإضافة للمشروعات الإنتاجية ، كما سير ديوان الزكاة ولاية النيل الابيض في نفس الشهر قافلة قوامها عشرة الف جوال ذرة هذه ثلاث قوافل في أسبوع واحد من الزكاة و من دافعي الزكاة ، هذا بالرغم من أن هنالك عدد من أمانات الزكاة أصبحت خارج الخدمة بسبب الدمار الممنهج لمكاتبها و خروج كثير من رؤس الأموال من السوق ولكن رغم عن ذلك قلب ديوان الزكاة الطاولة علي معادلة برنامج الأغذية العالمية و نظرياته الوهمية التي أشارت الي وجود مجاعة في البلاد ، كيف تكون هنالك مجاعة و ديوان الزكاة ولاية القضارف استطاعت زراعة أكثر من أربعة الف فدان فول سوداني وسمسم وذرة و دخن للفقراء و المساكين بأحدث التقنيات الزراعية و متوقع مضاعفة الانتاج، و وزع ديوان الزكاة و لاية
سنار (٥٠)طن تقاوي للاسر الفقيرة لانجاح الموسم الزراعي بالولاية بالاضافة لتوزيع قوت العام للاسر الفقيرة ، كما عمد ديوان الزكاة ولاية نهر النيل علي تحضير الارض لصغار المزارعين وكذلك ديوان الزكاة ولاية شمال كردفان عمل علي زراعة عدد كبير من المساحات الزراعية للاسر الفقيرة كل هذه المساحات التي تمت زراعتها و هذه القوافل و السلال الغذائية التي استهدف بها الديوان الاسر الفقيرة و الاشد حاجة للغذاء ، هل ستكون هنالك في مجاعة في السودان ؟ هيهات … تلك البرامج الاقتصادية الناجحة من ديوان الزكاة عصفت بكل نظريات المنظمات العالمية الرامية إلي وجود مجاعة في السودان، إن الزكاة التي تُعد أحد أركان الإسلام، لم تعد مجرد عبادة مالية فردية، بل أصبحت اليوم تُطرح كنموذج تنموي قابل للتطبيق في مختلف المجتمعات، المسلمة منها وغير المسلمة، لما تحمله من مبادئ العدالة والتكافل والتوازن الاقتصادي، و إن تجربة الزكاة السودانية أصبحت منارة يحتذي و يهتدي بها العالم الإسلامي.
إن التحول من النظرة التقليدية للزكاة إلى إدماجها ضمن السياسات الاقتصادية الوطنية، مدعومًا بالحكمة الشرعية والحوكمة المؤسسية، يجعلها مرشحة بقوة لتكون إحدى الأدوات المؤثرة في إعادة صياغة مفهوم “العدالة الاقتصادية” في العالم.