امرأة إسبانية تفضح خذلاننا لفلسطين بقلم سامي امبابي
امرأة إسبانية تفضح خذلاننا لفلسطين بقلم سامي امبابي

بقلم: سامي إمبابي
امرأة إسبانية، لا يجمعها بفلسطين دمٌ ولا لسان، رفعت العلم الفلسطيني كأنها ترفعه عن كل العالم. وقفت هناك بشموخ، تحمله بين يديها لا كقطعة قماش، بل كصرخةٍ في وجه الطغيان، وكجدارٍ من كرامة في زمنٍ انهارت فيه الجدران.
ألوان العلم في قبضتها لم تكن صامتة:
الأخضر روى حكاية أرضٍ لم تنحنِ رغم القصف،
الأحمر صرخ بدماء الشهداء والأطفال،
الأسود وشّح الحزن الذي غطّى غزة،
أما الأبيض فظلّ ناصعًا، شاهداً على نقاء شعبٍ لا ينكسر.
صرخت الإسبانية من أجل أطفال غزة وكأنهم أبناؤها، دافعت عن شعبٍ لم يولد على أرضها، لكنها آمنت أنه شعبٌ يستحق الحياة. وفي لحظة وقوفها الجريء، كشفت عورتنا نحن العرب، وأبانت خذلاننا الذي صار أكثر فداحة من صمت العالم.
لم تكن فلسطين في قلبها شعاراً سياسياً ولا ورقةً للمساومة، بل كانت جرحاً إنسانياً حيّاً. بينما نحن، أصحاب الدم والقربى، انشغلنا بالصراعات الصغيرة وتركنا القضية الكبرى تتيتم على أبوابنا.
لقد عرّت هذه المرأة وجوهنا، وأثبتت أن فلسطين لا تحتاج سوى قلوبٍ صادقة، وأن الخيانة لم تأتِ من بعيد، بل منّا نحن الأقرب.