مقالات الرأي

بدر الدين عبدالقادر يكتب..اتحاد عمال ولاية النيل الأبيض صوت العامل وسند الوطن

عبق الحروف

بقلم : بدرالدين عبدالقادر

في زمنٍ تتقاذفه العواصف وتشتد فيه التحديات، يبرز دور اتحاد عمال ولاية النيل الأبيض كصوت صادق للعاملين، وسند متين للوطن. اللقاء الذي جمع قيادة الاتحاد بوالي الولاية لم يكن مجرد اجتماع بروتوكولي، بل محطة جوهرية في مسار التنسيق بين الطرفين، جاءت في ظرف استثنائي فرضته حرب التمرد وما خلفته من أعباء اقتصادية وضغوط معيشية أثقلت كاهل الأسر.

الاتحاد شدّد خلال اللقاء على ضرورة ضمان استقرار العاملين عبر انتظام صرف المرتبات وسداد الاستحقاقات في مواعيدها، مع توفير السلال والدعومات الاقتصادية التي تخفف وطأة الظروف المعيشية. كما لفت إلى أهمية التنسيق المباشر مع وزارة المالية لضمان انسياب الاستقطاعات الخاصة بالاتحاد، بما يكفل استمرارية العمل ويحفظ حقوق العمال.

ويقف على رأس هذا الاتحاد الأستاذ محمد الفاتح، الرجل الذي لم يدخر جهدًا ولا راحة إلا وبذلها في خدمة عمال النيل الأبيض، متحركًا بهمة عالية وإرادة صلبة، جعلت منه قدوة في العطاء ونموذجًا في القيادة. فهو كبير الهمة، عظيم الإرادة، لا يعرف الكلل ولا الملل في سبيل الدفاع عن قضايا العمال والسهر على مصالحهم.

لكن الرسالة الأهم كانت أبعد من المطالب المعيشية؛ إذ أكد الاتحاد أن العمال لم ينكفئوا على شؤونهم فحسب، بل انخرطوا في معركة الكرامة صفًا إلى صف مع القوات المسلحة، يقدمون الدعم الميداني والمعنوي عبر القوافل والمبادرات، مجسدين أن العامل ليس مجرد منتج في موقعه، بل جندي في ساحة العزة متى ما دعت الحاجة.

رسالة الاتحاد لمجتمع الولاية جاءت واضحة وصريحة: السودان يمر بمرحلة فارقة تستهدف هويته ووجوده عبر مؤامرات خارجية وشائعات مغرضة، ولا سبيل لمواجهتها إلا بالتماسك، والالتفاف حول مؤسسات الدولة، واستقاء المعلومة من مصادرها الرسمية.

اليوم، وبين مطرقة الحرب وسندان المعاناة المعيشية، تظل المسؤولية مشتركة: على الحكومة أن تفي بحقوق العمال كاملة غير منقوصة، وعلى العمال أن يضاعفوا الجهد والإنتاج، ليبقى الوطن صامدًا، عصيًا على الانكسار، ومضيئًا بالأمل رغم قتام التحديات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى