إيمان الحبر تكتب .. إعمار مدينة الخرطوم، ما بعد الرماد تبدأ الحياة

كلمة حق
بقلم : ايمان الحبر
إعمار مدينة الخرطوم: ما بعد الرماد تبدأ الحياة
الخرطوم، العاصمة التي كانت تنبض بالحياة، باتت اليوم بحاجة ماسّة إلى نهضة شاملة تليق بتاريخها ومكانتها. بعد ما شهدته من دمار وتشريد ونزوح خلال الحرب، تقف الخرطوم اليوم في مفترق طرق: إما أن تظل أسيرة للماضي، أو أن تنهض من رمادها، كما تفعل المدن العظيمة دائمًا.
لكن، كيف يمكن أن نُعيد بناء الخرطوم؟
وكيف نضمن أن يكون الإعمار بداية جديدة، لا مجرد ترميم لجدران مهدّمة؟
إعمار الخرطوم لا يبدأ من المباني، بل من الإنسان.
فكل طفل فقد مدرسته، وكل أم فقدت بيتها، وكل مريض حُرم من الدواء، هو جزء من هذا المشروع الكبير.
نحن بحاجة إلى خطة وطنية تعيد الثقة في المؤسسات، وتضع المواطن في قلب العملية، لا على هامشها.
لا بد من تخطيط حضري عادل يكون بإعادة النظر في التوزيع الجغرافي للخدمات، ومراعاة العدالة الاجتماعية في التخطيط.
الخرطوم الجديدة يجب أن تكون مدينة خضراء، آمنة، ذات بنية تحتية قوية، تحترم البيئة والإنسان معاً.
مشاركة الجميع في
مشروع الإعمار يجب أن يكون مشروعاً وطنياً جامعاً، لا حكومياً فقط
نريد أن نرى الشباب، والنساء، والمغتربين، والمهندسين، والاقتصاديين، وحتى الفنانين، جزءاً من الحلم الجديد.
الخرطوم تستحق أن نعمل عليها
مهما طال الليل، سيأتي الصباح.
ومهما اشتد الدمار، فالإرادة أقوى.
الخرطوم ليست مجرد مدينة، بل ذاكرة وطن ومهد أمل.
ولن تُبنى إلا حين نؤمن أن المستقبل يبدأ الآن، لا لا حقا