قومية سياسيةمقالات الرأي
أخر الأخبار

حين يكتب من لا مشروع له… زكي شيكو

حين يكتب من لا مشروع له…

زكي شيكو

مقال بعنوان “تمدد الكباشي” نُشر بقلم شخص يُدعى عوض الله نواي، مدير وكالة (زعم أنها للتحقيقات الصحفية)، حمل في طيّاته كل ما يمكن أن نُسميه: جهوية مبطنة، وتصفية شخصية، وخلط مُتعمد بين الجغرافيا والكفاءة.

ولكن السؤال البسيط الذي نبدأ به:

> من هذا الكاتب؟ وما مشروعه؟ وما أطروحاته؟ وما البدائل التي يقدمها؟
أم أن أقصى ما يمكن أن يفعله هو أن يُصوّر نجاح الآخرين كـ”مؤامرة تمدد”؟

نواي لم يأتِ برأي سياسي ناضج، ولا بقراءة وطنية مسؤولة، بل قدّم كتلة من الحقد المموّه، واستند على “الجغرافيا” بدل الكفاءة، وعلى “القرابة” بدل الإنجاز.

ألا يعلم الكاتب أن التعيينات لا تعني أن الشخصيات تُدار بالريموت من الكباشي؟
ألا يعلم أن من تم تعيينهم لديهم تاريخ إداري ومهني معروف؟
ألا يعلم أن الدولة اليوم لا تدار من بئر القرية، بل من عقل الدولة؟

أم أن الكاتب – كغيره من المهزومين فكريًا – لا يستطيع رؤية النجاح إلا إذا خرج من دائرته الخاصة؟

❌ سقطات المقال لا تُعد ولا تُحصى:

لم يُقدم معلومة دقيقة واحدة تستند إلى حقائق حقيقية.

لم يُناقش أداء هؤلاء الوزراء، بل حاكمهم على مكان ميلادهم!

لم يأتِ ببديل، ولا بحل، ولا حتى بسؤال عقلاني!

هذا ليس نقدًا. هذا تنفيس عقدة شخصية على حساب العمل العام.

ثم ما الذي يدعو للذعر إن كان في الحكومة أكثر من شخص من محلية واحدة؟
هل أوقف ذلك تمثيل الآخرين؟ هل أغلق باب السودان؟
وهل الجنوب، والشرق، والغرب، لم يُمثّلوا في الدولة إلا عندما تحرّك نواي وكتب مقالًا مسمومًا؟

يا هذا، ما تكتبه لا يُبني عليه موقف، ولا يصنع وعيًا، ولا يخدم وطنًا.
إن كنت حقًا مشغولًا بالعدالة، فابدأ من حيث تُبنى المشاريع لا حيث يُشنق الناس بتهم افتراضية.

✊🏽 الكلمة موقف… لا منصب

السودان اليوم يحتاج لأفكار، لا لمقالات تشتم ثم تختبئ.
يحتاج لرجال في الميدان، لا لمتفرجين من شرفات الوكالات الصحفية الزائفة.

فمن لا يملك مشروعًا، فليصمت عن تقييم من يحملون مشاريع.
ومن لم يعرف ميدان التضحية، فلا يوزّع الشهادات الوطنية على كيفه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى