مقالات الرأي

الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب..دخول حفتر الحرب لجانب المليشيا تطور خطير

بداية لعدوان واسع يلزم الجامعة العربية و الإتحاد الافريقي ومجلس الأمن الدولي أن يضطلعوا بدورهم

الخبير الاستراتيجي د. عبد القادر إبراهيم يكتب:

ما كان يفعله اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر سرا أو من وراء ستار، أضحى بأوامر من أبوظبي يفعلة علنا وفي وضح النهار.. مد السودان للضابط الليبي حبال الصبر مـدا وهو يتمادى في غيه ويواصل دعمه المليشيا المتمردة بالسلاح
والرجال.

كان المدد الامارتي من العتاد الحربي أوله في بني غازي وآخره في أبوظبي وكانت قوافل الموت الليبية تعبر الصحراء منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٥م مدججة
بالمرتزقة والسلاح الفتاك.. وكان حفتر ينكر ويعير تحذيرات السودان اذنا طرشاء.

ولكن الجديد اليوم انه ونزولا على تعليمات عيال زايد قرر فأر الصحراء العجوز أن يدخل في اتون الحرب في السودان بنفسه.. حافـرا قبره بيديه ففي أرض السودان التي ابتلعت مئات الآلاف من الاوباش المجرمين والمرتزقة المأجورين متسع لمزيد من الغزاة.

اعتقد حفتر واهما انه بغزوه للسودان وانتهازه فرصة انشغال الدولة و الرأي العام السوداني بتشكيل حكومة انتقالية وانهماك كثيربن في البحث عن انصبة دستورية او حصة في الكيكة الوزارية.. ان ذلك سيمنحه مجدا عسكريا في خريف العمر.. مجدا لم يجده في شبابه إبان حرب القذافي على تشاد والتي جرعته الهزيمة وأوقعته في الأسر حقيرا ذليلا.. لقد كان حفتر ينوي من وراء إرساله كتائب جيشه المهزوم لفتح جبهة في السودان منح نفسه موطئ قدم في دارفور بما يخفف الضغط العسكري الهائل على المليشيا وهي تترنح بين سندان صمود الفاشر ومطرقة متحرك ..الصياد.. لقد زج حفتر بنفسه إلى عرين الأسود وألقى بجنوده عراة في عش الدبابير.. في قفزة للمجهول وخطوة رعناء غير محسوبة.

لم يراع الرجل حق الأخوة ولا حرمة ..الجوار.. بعدما صار تابعا ذليلا للإمارات.. التي تدفع وتسلح ولا تحصد من حفتر في غزوه طرابلس سوى الرماد.. ولا تقبض من غزوه السودان سوى الريح.. فهو قائد تعيس وعسكري منحوس أينما توجه لا يأتي بخير.

سيكون على السودان أن يعتمد تشكيل خلية أزمة فعالة.. وحكومة مصغرة ورشيقة تستجيب ليوميات المعركة العادلة ومستجدات العدوان الغاشم وما يترتب على ذلك من شد الاحزمة وإعلان التعبئة العامة وتفعيل آليات العمل
الدبلوماسي و الإعلامي … وفتح المزيد من معسكرات التدريب.

ان العدوان الإماراتي قد بلغ الزبى وتجاوز شره كل الحدود وان دخول حفتر الحرب لجانب المليشيا تطور خطير ربما كان بداية لعدوان واسع يصبح معه لزاما على الجامعة العربية وواجبا على الإتحاد الافريقي ومجلس الأمن الدولي أن يضطلعوا بدورهم في ردع العدوان وتجريم المخطط .. بداية برأس الحية في ابو ظبي وانتهاء بمخلب القط في بني غازي.

وفي الأثنـاء لابد للسودان إن يعلم يقينا بأن العالم القريب والبعيد لن يعيره ..التفاتة.. وليس أمامه سوى أن يواصل مسيرته لوحده ويتحمل مسؤوليته بمفرده ويشيل شيلته) بنفسه.. فما
حك جلدك مثل ظفرك.. وما ضاعت قضية خلفها شعب يناضل وجيش يقاتل وأمة قررت تسديد فواتير الفداء ودفع اثمان التضحيات مهما كانت عالية لأن لاشئ يعوض الكرامة ولا شئ يعدل الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى