الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب..نهيب بمجلس السيادة ان يضع شروطا صارمة للوظيفة العامة لا ينالها الا اكفاؤها من التكنوقراط

الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب:
الطريق الى حكومة انتقالية حقيقية يبدو بعيد المنال.. بينما لا تزال البلاد في خضم حرب شرسة .. ولايزال امن البلاد وامانها مهددا..
رغم ماتحقق من انتصارات عظيمة تحققت بعد نصر الله وعونه بتضحيات جسام.. ولكن لأن المؤامرة كونية والاستهداف خطير والكيد كبير.. فان الحفاظ على زخم الاستنفار وابقاء جذوة الوحدة الداخلية زاهية ومشتعلة والاصطفاف خلف القوات المسلحة بقوة واجب تفرضه خطورة المرحلة وشراسة المعركة.
ان ما تحقق للبلاد من توحد واصطفاف عظيم هو اثمن ما اثمرته هذه المحنة الكبرى والمؤامرة الغاشمة واي تفريط فيها خيانة لا تغتفر..
لقد كنا نتطلع طيلة الفترة الماضية إلى تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد و تتولى امور المعاش و توفير الخدمات وتسيير دولاب الدولة.. ولكن طفت على السطح نذر اصطفافات جهوية وارهاصات لمحاصصات قبلية تضع تحت الرماد وميض نار…
ان هكذا دعوات في هذه المرحلية المفصلية بالغة الدقة والخطورة تعد نكوصا عن الجادة وارتدادا خطيرا لذات المربع القديم الذي كان في كل العهود هو القشة التي قصمت ظهر البعير،،
لقد كان ظن الشعب ان يأخذ الساسة دروسا مستفادة من تجربة الحرب القاسية فيوطنوا انفسهم على فطام سياسي قاس عن كل اطماع حزبية او جهوية في الكعكة الهزيلة واعلان صيام وطني عن كل حظوظ ومحاصصات قبل ان تضع الحرب اوزارها. وقبل ان تستوي سفينة البلاد على بر الامان. ان من العار ان يتصارع زيد او عبيد على عاجل المغانم بينما يقدم شباب سوداني نضر روحه ودمـه فـداء للسودان.
اننا نهيب بمجلس السيادة الموقر ان يضع شروطا صارمة وقاسية للوظيفة العامة لا ينالها الا اكفاؤها من التكنوقراط ولا تمنح الا للكادر المؤهل علما وتجربة والمدجج بالامانة والفطانة والقوة. وان تكون مخصصاتها دون الطموح وان لا يرصد لها راتب يسيل لـه اللعاب..
حتى لا يتقدم لها الا قوي امين يبتغي بها مرضاة ربه وخدمة شعبه ويوطن نفسه للمساءلة المرة والمحاسبة ..القاسية.. يجب ان يذهب إلى غير رجعة زمان كانت فيه الوظيفة مكسبا والوزارة غنيمة باردة.