مقالات الرأي

مصر والسودان… إخاء لا يُهزم” بقلم: سامي إمبابي

 

في الأيام الماضية، وبعد أن سطّرت قواتنا المسلحة السودانية ملحمة النصر وبدأت الحياة تدب من جديد في عاصمتنا الحبيبة الخرطوم، بدأت قوافل العودة لأهلنا من جمهورية مصر العربية، تلك البلاد التي احتضنت أبناء السودان بكل محبة وكرم خلال أيام الحرب اللعينة التي اجتاحت بلادنا.

واليوم، أجد من واجبي أن أخص مصر، شقيقة بلادنا، بأصدق عبارات الشكر والتقدير. لم تكن مصر بحاجة إلى شهادة تُثبت إخلاصها ووفاءها، فهي التي كانت -وما تزال- السند والعون للسودان في أحلك الظروف. فمنذ اندلاع الأزمة، حرصت القيادة المصرية على أن يكون للسودانيين وضع خاص ومميز، فسهّلت أمورهم، وفتحت لهم أبوابها، ووقفت إلى جانبهم بما يفوق التوقعات.

ولئن فرضت السلطات المصرية في لحظة من اللحظات إجراءات تتعلق بالتأشيرات، فإننا نقدّر تلك القرارات ونفهم تمامًا أسبابها، فقد كانت ضرورية في ظل الأوضاع المعقدة آنذاك. ورغم ذلك، فإن مصر لم تقصر يومًا تجاه إخوتها السودانيين، بل ظلّت على الدوام رحيمة، متفهمة، ومضيافة.

كل التحية والتقدير للقيادة المصرية، ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تعامل بحكمة ورويّة مع ملف الحرب في السودان، وتصرّف كأخ كبير يعرف معنى الجوار والمصير المشترك.

كما لا يفوتني أن أحيي جهود السفارة المصرية التي واصلت أداء دورها في مدينة بورتسودان رغم ظروف الحرب، وظلت تعمل بكل التزام لخدمة السودانيين وتسهيل إجراءاتهم. وهنا أخص بالشكر والتقدير سعادة السفير المصري في السودان، الذي كان قريبًا من الناس، متابعًا لكل التفاصيل، ومتعاونًا لأقصى الحدود. لم تغب مصر عن السودانيين لا سياسيًا ولا إنسانيًا، وكانت السفارة نموذجًا في التفاني والتنظيم وسط الفوضى.

إن دور مصر لم ينتهِ بانتهاء الحرب، بل يبدأ من جديد، فنحن في مرحلة الإعمار، ومصر تملك خبرات واسعة نحن في أمسّ الحاجة إليها. نريدهم معنا في كل خطوة، كما كانوا دومًا، شركاء في الألم، وشركاء في الأمل.

مصر والسودان ليسا مجرد بلدين متجاورين، بل جسد واحد، وقلب واحد، ومصير واحد. وهذه حقيقة تتجسد عبر التاريخ، وتتأكد في كل محطة من محطات المحن والمصاعب.

  • تحية لمصر العزيزة… وعاش السودان حرًا أبيًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى