الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب.. فارس النور خذله الصدق وغاب عنه ضميره فلم يقم بإدانة جريمة واحدة من جرائم التمرد

الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب:
فارس النور المستشار بمليشيا الدعم السريع يعتذر للشعب.. ولكنه بدلا من ذلك اعتذر إلى المليشيا .. هذا الرجل خذله الصدق وغاب عنه ضميره فلم يقم بإدانة جريمة واحدة من جرائم التمرد التي
تتضاءل امامها مجازر مسلمي البوسنة والهرسك في (سربرنيتسا) وحملات الابادة الصهيونية على قطاع غزة ومآسي الهوتو والتوتسي
في رواندا..
كلما اراد مستشار المليشيا ان يتقدم خطوة نحو الشعب تراجع عشر خطوات نحو مستنقع التمرد الآسن.. ولم يشأ ان يدين المليشيا ولو بكلمة خجولة على كل هذه الحرب المجنونة والمآسي المنكرة وتشريد الملايين من ديارهم وصناعة أكبر أزمة انسانية في العالم.. بل مر الرجل (مرور اللئام) على تدمير البنية التحتية وحرق ونهب المؤسسات العامة والخاصة.. وسكت عن كل جرائم الحرب من إبادة وتطهير عرقي وجرائم ضد الانسانية مارستها المليشيا بدم بارد وأدانها
العالم واهتز لها الضمير الانساني واعترف بها ووثقها الجناة أنفسهم ماعدا (فارس النور والذي كان يهرب من كلمة النصيحة ومن مواجهة الحقيقة، ويفر فرار السليم من الأجرب من إدانة
المليشيا ليعود بعد مرافعة لزجة واصفا المتمرد الهارب حميدتي بأوصاف الصدق والانسانية ويبرؤه من إطلاق الرصاصة الاولى مطلقا
بذلك رصاصة في كبد كل ام ثكلى او فتاة مغتصبة.
ثم يعود مطالبا الضحايا بالاعتذار للجناة وداعيا كل المظاليم لتحمل المسؤولية إنابة عن المعتدي الاثيم. ولا ادري لماذا كلف فارس النور نفسه مؤونة الحديث او مشقة الظهور.. وهو يتحاشى الاعتذار ويتعامى عن رؤية الحقيقة في رابعة
النهار.. وكأنه مكلف بمهمة مريبة تهدف لتبييض وجه المليشيا وتخفيف الحمولات الاجرامية الثقيلة من ظهر حمارها المترنح.
يقول الرجل انني اعتذر (كوني كنت جزءا من ظروف جعلت السودان يمر بمرحلة صعبة) وهو يعلم انها ظروف صنعتها المليشيا عمدا
واشعلت لها النار ووفرت للخراب الزيت وعود الثقاب.. ان الشعب الذي اذاقته المليشيا الوان العذاب وسامته صنوفا من القتل والنهب
والاغتصاب ليس بحاجة لحديث ممجوج ومحاولات يائسة لتحسين صورة الذئاب وكأن الشعب قطيع من النعاج .
ان جريمة فارس النور ومحاولاته طمس الحقائق ودفن الجرائم لا تقل فداحة واثما عن دفن المساليت الأبرياء بالجنينة وهم أحياء
..