الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب..السودان هو العمق الاستراتيجي البالغ الأهمية للمملكة

الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب:
تدخل علاقات السودان والمملكة العربية السعودية فصلا جديدا من أنضر وأعظم فصولها بين يدي مقدم حكومة انتقالية برئاسة الدكتور كامل إدريس
وهي فرصة هيأتها أقدار كبار لتواكب تحديات إقليمية ودولية كبرى لاحصر لها.. تحتاج إلى تكتلات أمنية واقتصادية تكون منصة تاريخية لصناعة استقرار ورخاء للاقليم كله.. وصناعة مستقبل مشرق ومزدهر يضمنه وجود المملكة
كعملاق اقتصادي وسياسي لايستهان ومكانة دولية تجعلها رقما لا يمكن تجاوزه. ويضمنه وجود السودان كسلة غذاء العالم مع ملايين الهكتارات من الأراضي البكر والثروات المنثورة على سطح
الأرض أو المدخورة في جوفها.
إن الشراكة التاريخية المأمولة بين البلدين تحتاج بالضرورة إلى التفعيل الفوري لمجلس التنسيق
السعودي السوداني المشترك.. حتي يمكن أن تستجيب لقضايا أكثر إلحاحا تتمثل في تمتين التعاون لأجل أمن البحر الأحمر وتحديات
ملحمة إعمار مادمرته الحرب في السودان وهي ملحمة لا تقل بحال أهمية وصعوبة عن معركة تحرير السودان من خطر المليشيا.
وغني عن البيان أن السودان هو العمق الاستراتيجي البالغ الأهمية للمملكة فليس من قبيل المبالغة القول أن أمن جدة يبدأ من منطقة جودة.. وأن تأمين حفر الباطن يتطلب تأمين سهل البطانة.
وأن أي جرح لبربر السودانية تتداعى لـه عرعر السعودية بالسهر والحمى.
لقد آن الاوان لإطلاق توأمة بين الرساميل السعودية والثروات السودانية لصناعة الازدهار الاقتصادي تؤازره دبلوماسية المملكة الهادئة وقوتها الناعمة.. وفي انتظار المملكة مشاوير
دبلوماسية في افريقيا لإصلاح علاقات بعض دولها مع السودان بعـد أن عصفت ببعضها مؤامرات دولية وتدخلات اقليمية.
وليس هناك عاصمة أقدر من الرياض لعلاجها وإحداث الاختراق المطلوب كونها وسیط نزيه ترجی حکمته وتقبل وساطته وتسمع كلمته..
ان الكرة الآن في ملعب الحكومتين لإعطاء مجلس التنسيق المشترك الضوء الأخضر والدخول بقوة وجدية في صلب القضايا الجوهرية ونقاش المشاريع الاستراتيجية وتكون معها إرادة الدولتين حافزا لتجاوز كل العوائق وتخطي القضايا الشائكة إن وجدت توطئة للوصول إلى تفاهمات وتتويج المسيرة بشراكة تصنع تاريخا وتعزز أمجاد البلدين وخير الشعبين.