السودان في مواجهة المؤامرة: عندما تسقط الأقنعة وتنكشف الحقائق! بقلم: زكي شيكو

السودان في مواجهة المؤامرة: عندما تسقط الأقنعة وتنكشف الحقائق!
بقلم: زكي شيكو
التاريخ: 24 مارس 2025
لم يعد الأمر يحتمل الصمت أو المجاملات الدبلوماسية الفارغة. السودان، الذي ظل لعقود ساحةً للصراعات الإقليمية والدولية، أصبح اليوم في قلب حرب وجودية، ليس فقط ضد ميليشيا الجنجويد الإرهابية، بل ضد منظومة كاملة من التدخلات الخارجية التي تسعى لتفكيكه، وإعادة رسم خرائطه وفقًا لمصالح قوى أجنبية لا تريد له أن يكون قويًا، موحدًا، ومستقلًا.
تصريحات الفريق أول ركن ياسر العطا لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل ناقوس خطر يُدق في وجه الجميع. لأول مرة، تُسمى الأشياء بأسمائها: الإمارات، تشاد، وجنوب السودان متورطون في دعم المتمردين، عبر المال، السلاح، والتسهيلات اللوجستية. هذه ليست مجرد اتهامات، بل وقائع موثقة تؤكد أن السودان يتعرض لخيانة كبرى من دول كان يُفترض أن تكون حليفة.
لكن السؤال الأهم الآن: لماذا يحدث هذا؟ وما الهدف الحقيقي من هذه المؤامرة؟
الإمارات: عندما يصبح المال أداة لتمزيق الدول
الإمارات لم تُخفِ يومًا طموحاتها في بسط نفوذها على البحر الأحمر والقرن الأفريقي. هذا المشروع لم يبدأ اليوم، بل يمتد لسنوات، منذ أن تدخلت في اليمن، ثم الصومال، والآن السودان. الهدف واضح: السيطرة على الموانئ الاستراتيجية، والتحكم في طرق التجارة الدولية، حتى لو كان الثمن إشعال الحروب الأهلية وتفكيك الدول.
تمويل الجنجويد بالسلاح والمال عبر تشاد وأوغندا وأفريقيا الوسطى، ليس مجرد دعم لمتمردين، بل استثمار في الفوضى لضمان أن السودان يظل ضعيفًا وممزقًا.
محاولة بناء نظام بديل في السودان، يخضع لنفوذها الكامل، كما فعلت في اليمن وليبيا.
السعي لحرمان السودان من الاستفادة من موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر، عبر خلق صراع داخلي يستنزفه تمامًا.
لكن التاريخ يعلمنا أن كل إمبراطورية بنت نفوذها على الخيانة، سقطت في النهاية. والإمارات اليوم تلعب بالنار، ومن يلعب بالنار في السودان، سيحترق بها!
تشاد: خنجر في خاصرة السودان
إذا كانت الإمارات الممول الأساسي، فإن تشاد هي القاعدة الخلفية لهذه الحرب القذرة. السماح بمرور الأسلحة للجنجويد، واحتضان قياداتهم، وتسهيل عملياتهم، كلها جرائم لا يمكن السكوت عليها.
تشاد، التي تدّعي أنها حليف، لم تتعلم من دروس الماضي. السودان كان دائمًا سندًا لها في أزماتها السياسية والأمنية، ولكنها الآن ترد الجميل بالخيانة والانحياز للمجرمين.
لكن ليفهم حكام تشاد هذه الحقيقة:
السودان ليس ضعيفًا، ولن يسمح بأن يكون منصة لتصفية الحسابات الإقليمية.
إذا استمر هذا العبث، فليستعدوا لعواقب لا تُحمد عقباها، لأن كل دولة تتآمر علينا ستدفع الثمن.
جنوب السودان: حين ينقلب الابن العاق على من صنعه
لم يكن لجنوب السودان أن يرى النور كدولة مستقلة لولا السودان، ولكن ها هو اليوم يتحول إلى ملاذ للمرتزقة، ومنصة لعبور الأسلحة نحو الجنجويد. لماذا؟ لأن بعض القوى في جوبا تراهن على انهيار السودان، معتقدة أن ذلك سيفتح لها أبوابًا جديدة للمكاسب السياسية والاقتصادية.
لكن الحقيقة التي لا يريدون سماعها هي:
إذا احترق السودان، فجنوب السودان سيحترق معه.
لن يكون هناك استقرار في جوبا إذا واصلوا هذا النهج العدائي.
الرهان على دعم الإرهاب لن يؤدي إلا إلى خلق المزيد من الفوضى التي ستصل إليهم قبل أن تصل إلينا.
السودان الجديد: معركة وجود وليست حربًا عادية
ما يحدث اليوم ليس مجرد صراع داخلي، بل هو حرب استقلال جديدة. الاستقلال الحقيقي ليس فقط عن الاستعمار القديم، بل عن الهيمنة الأجنبية الجديدة التي تحاول فرض نفسها علينا عبر الوكلاء والمرتزقة والخونة.
هذه الحرب ستحدد ما إذا كان السودان سيظل دولة مستقلة ذات سيادة، أم يتحول إلى دويلات متناحرة تخضع لنفوذ القوى الأجنبية. ونحن نعلنها بوضوح:
لن نسمح بسقوط السودان، ولن نسمح لأي دولة بأن تقرر مصيرنا.
نقف مع جيشنا الوطني، ومع قيادته، ومع كل سوداني يرفض بيع أرضه وعرضه للخونة والعملاء.
من يعتقد أن السودان لقمة سائغة، لم يقرأ تاريخنا، ولم يفهم معدن هذا الشعب.
رسالة إلى كل سوداني داخل الوطن وخارجه
هذه المعركة ليست معركة الجيش وحده، بل هي معركة كل سوداني وسودانية، معركة كل من يحمل في قلبه ذرة من الوطنية، معركة كل من يرفض أن يرى بلده يتحول إلى حطام في يد المليشيات والإماراتيين والطامعين.
إذا كنتم تريدون أن يكون لكم وطن تعيشون فيه بكرامة، فالوقت الآن هو وقت التحرك:
ادعموا جيشكم بكل الوسائل، ماديًا ومعنويًا.
اكشفوا خيانة الدول المتورطة، وارفعوا صوتكم عاليًا ضدها.
كونوا عينًا على السودان، ويدًا تحميه من الأعداء والمتآمرين.
الرسالة الأخيرة: السودان ليس للبيع!
لكل من يتآمر على السودان، لكل من يعتقد أن بإمكانه إسقاطه بالمرتزقة والمال والأسلحة المهربة: أنتم تحلمون!
السودان مقبرة لكل غازٍ ومحتل ومتآمر.
من يعتقد أنه يستطيع السيطرة علينا، سينتهي كما انتهى كل طاغية عبر التاريخ.
ومن يراهن على سقوط السودان، فليحفر قبره بيديه، لأن السودان لن يموت.
هذه حرب لا تقبل أنصاف المواقف، فإما أن تكون مع السودان، أو تكون ضده. ومن يقف ضد السودان، فسيندم حين لا ينفع الندم!