محلية سياسية
أخر الأخبار

خاطرة في زمن الحرب بقلم زكي شيكو

خاطرة في زمن الحرب

بقلم زكي شيكو

طوال سنتين من الحرب دي، ما كان خوفي من العدو في الميدان، ولا دعيت يوم الله يثبتني على العدو في المعركة، لكن كنت دايماً بدعو الله يثبتني على المبادئ والقيم والأخلاق الاتربيت عليها. إني ما أمد يدي على حق زول، وما أظلم، وما أسرق، وما أعتدي على بيت مواطن، وحتى العدو لو لقيناه مصاب، ما نقتله، وما نهينه، لأنو في النهاية نحنا بشر، والمبادئ ما بتتغيّر بالحرب.

الحمد لله، ربنا ثبتني، ونسأل الله يثبتني أكتر. كنت بقول لنفسي دايماً: “أنا في الميدان، والموت ممكن يجي في أي لحظة، طلقة طايشة، قذيفة، أي حاجة.. بس الأهم، لو متّ، بلقى الله كيف؟ بوجه أبيض ولا بوجه أسود؟” الحاجة دي كانت بتمنعني إني أغلط أو أظلم أو أتعدى على زول.

والفضل بعد الله، راجع لتربية أمي، فاطمة عثمان كندة، المرأة البسيطة القوية، القعدت 20 سنة تبيع الشاي في سوق النيم بكادقلي، عشان نحنا نعيش بالحلال، وعشان ما يجي يوم نمد يدنا على حق ما حقنا. كانت دايماً تقول: “اللقمة الحلال، ولو كانت قليلة، بتبارك في العمر والرزق، لكن الحرام ما ببني زول.” ودي الكلمات الاتربيت عليها، والاتمسكت بيها، وبدعو الله يثبتني عليها مهما كانت الظروف.

الحمد لله على كل حال، وأسأل الله يحفظ الجميع، ويهدي النفوس، ويرد البلد لأهلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى